الكيان الصهيوني ينتقم من الأطفال الفلسطينيين ويُذكّر بإجرامه
لا يمتلك الكيان الصهيوني سوى النار والبارود منذ عقودٍ خلت وحتى الآن، بينما يمتلك الفلسطينيون كل شيء، من الأرض إلى البشر، وإذا ما كان التاريخ قد احتوى عدة محطات مفصلية هامة في النضال الفلسطيني كالانتفاضتين، فإن ما يجري منذ أكثر من عامين- من عمليات ومواجهات متفرقة شبه يومية- لا يقل أهمية عن المفاصل الكبرى، بل إنه يُعبّد الطريق لانتفاضة، أو ثورة، قادمة، لا ردّ لقوات الاحتلال عليها سوى برفع منسوب الإجرام والاعتداءات والتوترات التي لن تفضي في نهاية المطاف إلا إلى تسريع زواله.
يحاول الكيان الصهيوني بكامل قدرته وإمكاناته المتوفرة اليوم عبثاً- وضمن حدود قدرته على القمع والإجرام ربطاً مع وزنه ووزن راعيه الأمريكي بعد تراجعه دولياً- تطويق وقمع النضال الفلسطيني المتصاعد، وإذا ما كان قطاع غزة هو النقطة الساخنة قبل عامين وصولاً إلى ذروتها بالحرب التي نشبت ووصلت لداخل تل أبيب، انتقل الصراع بعدها بشكل تدريجي إلى الضفة الغربية كما يجري اليوم مروراً بالقدس، دون تناسي مقاومة فلسطينيي 48 المستمرة داخل الأراضي المحتلة، ليؤكد هذا المشهد للمرة الألف: أن كل محاولات الكيان بفصل الأراضي والبشر الفلسطينيين عن بعضهم البعض لا طائل منها، بالمثل من خططه بإدامة الانقسام بين الفصائل الفلسطينية.
في آخر تطورات الضفة، قامت وحدات من قوات الاحتلال باقتحام مخيم جنين صباح يوم الأربعاء 28 أيلول بكامل عتادها بذريعة البحث عن مطلوبين، لكن ذلك لم يمر دون مقاومة فلسطينية، لتحصل اشتباكات مسلحة ارتقى خلالها 4 شهداء فلسطينيين وعشرات المصابين.
تلا ذلك أنباء عن إعطاء رئيس أركان جيش الاحتلال، أفيف كوخافي، موافقته لاغتيال قيادات من مختلف الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية، كالجهاد الإسلامي وحركة حماس وشهداء الأقصى بالضربات الجوية عبر سلاح الجو والطائرات المسيرة إن استدعى الأمر ذلك. وعلى الرغم من أنه لم يجرِ استخدام سلاح الجو، إلا أن هذا الأمر كان بمثابة تهديد صهيوني للضفة بفصائلها وسكانها كافة، تهديد نتج إثر مقاومة كبرى أثبتها الفلسطينيون مرةً بعد مرةٍ وأظهرت ضعف الكيان.
مضت قوات الاحتلال بعد ذلك لتنتقم من الأطفال الفلسطينيين، حيث قام جيش الاحتلال باقتحام مدرسة الهاجرية للتعليم الأساسي المتوسط في المنطقة الجنوبية من الخليل، وداهمت صفوف الطلاب واعتدت بالضرب على عدد من المعلمين والطلبة، كما رشت على بعضهم غاز الفلفل، واحتجزت طالبين اثنين.
وكان قد سبق ذلك وفاة الطفل ريان ياسر علي سليمان ذي الـ 7 أعوام فقط، من بلدة تقوع شرقي بيت لحم إثر توقف قلبه بعد مطاردة قوات الاحتلال له ولمجموعة طلاب آخرين، حيث وقع ريان من علو إلا أنه كان قد فارق الحياة عند وصوله إلى مستشفى بيت جالا.
يبدو التصعيد سمة مستمرة في الأراضي المحتلة، فالمقاومة الفلسطينية بأشكالها المختلفة ترصد التراجع الصهيوني المتسارع، وتدرك بفطرتها ضرورة تسريع وتكثيف ضرباتها على العدو، وهو ما يشكّل في الوقت نفسه عامل ضغط شديد على القوى السياسية الفلسطينية المنقسمة، وعلى اتفاقية أوسلو، وكل البنى التي نشأت في ظلها.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1090