العراق: مبادرات دون جدوى حتى الآن

العراق: مبادرات دون جدوى حتى الآن

ما تزال الأزمة الحكومية في العراق دون حلٍ لأسبوعٍ آخر، وسط مبادرات متكررة يطلقها رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، أو الإطار التنسيقي، أو القوى السياسية الأخرى لجذب التيار الصدري إلى طاولة الحوار.

قال رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، وهو أحد أطراف الإطار التنسيقي ومن أبرز خصوم التيار الصدري: إن القضاء العراقي قال كلمته فيما يتعلق بحل البرلمان، وعليه طالب المالكي استئناف عمل مجلس النواب، وتشكيل حكومة جديدة، بينما دعا رئيس ائتلاف النصر حيدر العبادي إلى اتفاق سياسي بين مختلف الأطراف لتشكيل حكومة جديدة، والذهاب نحو انتخابات مبكرة.
وتفيد أنباء أخيرة بوجود وفد من مجموعة قوى سياسية برئاسة هادي العامري، يستعد لزيارة الصدر من أجل الحوار معه، وطرح مبادرة جديدة تضمن مطالب الصدر المتمثلة بحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة، وتشكيل حكومة بالتوافق معه.
إلا أن المشكلة الرئيسية- والتي كانت شرارة التصعيد السياسية الأخير في العراق- بترشيح الإطار التنسيقي لمحمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة ما تزال قائمة، وما يزال الإطار التنسيقي يرفض بشكل قاطع أن يغيّر مرشحه بما يتوافق مع التيار الصدري، ويرجع ذلك جزئياً إلى وجود صعوبة كبيرة بتحقيق توافق على أيّ مرشح آخر داخل قوى الإطار التنسيقي نفسه، خاصة مع وجود عدة شخصيات إشكالية تطمح لرئاسة الحكومة، حيث جاء السوداني حلاً وسطاً نتيجة لجدل وصراع مديد وطويل... لكن من الناحية العملية، فإن موضوعة المرشح قابلة للحوار والتغيير، سواء بموقف التنسيقي أو الصدر إذا ما تم التوافق على الجوانب السياسية الأخرى المتعلقة بمجلس النواب والانتخابات بموعدها وكيفية تنفيذها.
ضمن الحديث عن العراق عموماً، قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي يوم السبت: إن العراق يمر بأصعب أزمة سياسة منذ 2003، أي منذ الاحتلال الأمريكي للعراق، بإشارة منه إلى المشكلات والأزمات الحكومية المتراكمة، وهو توصيف صحيح إذا ما تجاوز المشاكل الحكومية نفسها، ليغطي مجمل أزمات العراق سياسياً واقتصادياً وأمنياً، وأكثر من ذلك، أنه إذا ما كانت أزمة 2003 تحمل عنوان الاحتلال الأمريكي مع ما تلاه من توترات، فإن الأزمة الراهنة تحمل عنوان طرد الأمريكي وجميع القوى الأجنبية قبل أن تستقر البلاد.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1088