سنوية «بالونات» اتفاقات أبـ.ـراهـ.ـام
حمزة طحان حمزة طحان

سنوية «بالونات» اتفاقات أبـ.ـراهـ.ـام

يحاول الكيان الصهيوني عبثاً رسم صورته منتصراً على الماء بالعنوان الأبرز «اتفاقات أبراهام» منذ عامين وحتى الآن دون جدوى.

تمخضت اتفاقات أبراهام منذ سنتين- بكل التطبيل والتزمير المرافق لها- عن تطبيعٍ هشٍّ لـ 3 حكومات مع الكيان الصهيوني، الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب، بالإضافة إلى المباحثات الجارية مع السودان، وكل ذلك لم يضف إلى الكيان أي شيء يذكر سياسياً أو أمنياً، بل حتى ترافق مع اشتداد الأزمة وبشكل متسارع داخل فلسطين المحتلة، من الأزمة الحكومية والسياسية إلى الاختراقات الأمنية والعمليات النوعية التي ينفذها المقاومون الفلسطينيون.
رغم ذلك، تستمر تل أبيب بحالة الإنكار، وتصرّ على نفخ بالونات الاتفاقات الابراهيمية، فبمناسبة مرور عامين أجرت حكومة الاحتلال عدة لقاءات مع المطبعين الجدد، كلقاء بنيامين نتنياهو مع وزير خارجية الإمارات في فلسطين المحتلة، ولقاء بيني غانتس مع المفتش العام للجيش المغربي بلخير الفاروق في تل أبيب، والزيارة المزمعة للرئيس الصهيوني يتسحاق هرتسوغ إلى البحرين للقاء الملك حمد بن عيسى.
جميع اللقاءات المذكورة لم تتضمن أي شيء جديد، أو مضاف إلى طبيعة العلاقات الجديدة، والمشترك بينها هو تمتين العلاقات بين هؤلاء المطبعين وتل أبيب، وبذلك لم تتعد كونها احتفالات مسرحية بمناسبة مرور العامين.

الفوائد لواشنطن

إذا أدخلنا واشنطن ضمن المعادلة، فإن فوائد اتفاقات التطبيع على الولايات المتحدة تختصر أولاً بمحاولاتها عرقلة التقارب الإيراني– الخليجي، الذي كان الاتفاق النووي الإيراني أحد عناوينه، وبذلك تكون تل أبيب لاعباً رئيسياً ومستفيداً، لكن من الناحية العملية حتى هذه المحاولات أولاً: تبوء بالفشل، بالتوازي مع الحوار المستمر والمتقدم– وإن ببطء– بين إيران والسعودية، صاحبة الوزن الأكبر في الخليج العربي، والتي لم تتمكن واشنطن من فرض الاتفاقات الإبراهيمية عليها حتى الآن. وثانياً: باستهداف الجزائر ومجمل الشمال الإفريقي عبر المغرب، الأمر الذي يجد بدوره مقاومة سياسية صلبة.
وبهذا الإطار، أصدر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بياناً بمناسبة «الذكرى السنوية لاتفاقات أبراهام» جاء فيه، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ملتزمة بتوسيع رقعة هذه الاتفاقات حيث قال: «إننا ملتزمون بالتقدم والتوسع في هذه الاتفاقيات بين إسرائيل والدول العربية، والدول ذات الأغلبية المسلمة... الولايات المتحدة تتطلع إلى المساعدة في تقوية وتعميق هذه الشراكات في السنوات القادمة».

رأي مغاير

إن للمتتبعين- وللخبراء الاستخباريين داخل الكيان الصهيوني أنفسهم- شكوكاً بإمكانية بقاء «اسرائيل» نفسها لسنوات قادمة، آخذين بعين الاعتبار المتغيرات الدولية الكبيرة والمتسارعة المتضمنة تراجعاً غربياً وأمريكياً مزمناً، مما يفسح المجال أكثر بدوره للقوى الثورية عموماً وللمقاومين الفلسطينيين خصوصاً بإنجاز الضربات الأخيرة على هذا الكيان، وذلك فضلاً عن أية متغيرات سياسية قد تجري داخل الدول المُطبّعة نفسها، وتفرض إرادة شعوبها عليها لتنهي هزلية اتفاقات أبراهام تلك.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1088
آخر تعديل على الخميس, 22 أيلول/سبتمبر 2022 16:09