الجزائر وروسيا.. علاقات استراتيجية جديدة ومناورات عسكرية

وقال البيان: إن موضوع المناورات هو أعمال تكتيكية للبحث عن الإرهابيين في الصحراء وتدميرهم، وسيشارك بها نحو 80 جندياً روسياً و80 جندياً جزائرياً.
يذكر أن هذه هي المناورات الثانية التي تجمع بين البلدين، حيث أجريت الأولى في عام 2021 في جمهورية أوسيتا الشمالية الروسية، والتي ضمت 200 جندياً آنذاك.
يحمل هذا الإعلان رسائل عدة تتعلق برفع مستوى العلاقات بين البلدين درجة إضافية، وبمواجهة الضغوط التي تتعرض لها الجزائر بالتعاون مع روسيا، سواء فيما يتعلق بملف الصحراء الغربية، أو بالخلافات مع المغرب، ومن خلف الموضوعين مجمل الضغوط الغربية والأمريكية على الجزائر.
وفي هذا السياق أيضاً، تُذكر تصريحات الرئيس الجزائري عبد الحميد تبون حول انضمام بلاده إلى تحالف «بريكس» نهاية الشهر الماضي، قائلاً: إن الجزائر تلبي بدرجة كبيرة الشروط اللازمة للالتحاق، ومعتبراً أنه ستوجد أخبار سارة في هذا الأمر.
وبالتركيب ما بين الموضوعين وتطورهما، بات يمكن اعتبار الجزائر نقطة ارتكاز رئيسية وفاعلة لا لروسيا أو الصين أو البريكس بعينهما، إنما لمجمل الميزان الدولي الجديد في العالم، وبوصف الجزائر بلد مرشحاً ليصبح دوره أكبر، وتحديداً على الساحة الإقليمية.
لكن يبقى الظرف الداخلي يمثل تحدياً جدّياً أمام الحكومة والقوى السياسية الجزائرية، التي يبدو أنها أيضاً تتفاعل إيجابياً مع ما يجري، وبقراءة أوضح مما سبق، ومنها مثالاً: تصريحات جبهة القوى الاشتراكية في الجزائر على لسان أمينها الأول يوسف أوشيش قائلاً: «إن مخاض تشكل نظام عالمي جديد يبعث بقوة عودة التوترات والنزاعات عبر العالم، ويعيد إعادة تشكيل التحالفات، ويزيد من حدة التنافس العالمي، كما يُسرع من وتيرة مخططات زعزعة الاستقرار وزرع الفوضى، والتي بلادنا، ومنطقتنا المغاربية، وجوارنا القريب والبعيد ليسوا بمنأى عنها [...] لا يمكن مواجهة كل هذه التحديات الجسيمة وبلادنا غارقة في ركود سياسي قاتل يمنع بروز مشروع وطني له من الجدارة والجدية ما يجعل الجزائريات والجزائريين يلتفون حوله، ويسعون لتحقيق أهدافه [...] اليوم الأزمة الاجتماعية أو الاقتصادية كلتاهما ظاهرتان للعيان، بل وحدتهما تزداد من يوم إلى آخر، وحتى القفزة التي عرفتها أسعار النفط لم تشفع في تبديد أثارهما».
الأوضاع الداخلية في الجزائر على المستويين الاقتصادي والسياسي يجب أن تكون ضمن الأولويات، وخصوصاً أنها ستكون عوامل داعمة للتوجهات الجزائرية الواضحة للعب دورها في المنطقة، وإن حل المشاكل المتراكمة سيكون المقياس الحاسم في جديّة القيادة الجزائرية في إنجاز المهام المطلوبة.