تغير المهام الجغرافية للعملية الروسية في أوكرانيا.. تطور طبيعي
خالد فرج خالد فرج

تغير المهام الجغرافية للعملية الروسية في أوكرانيا.. تطور طبيعي

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: أن المهام الجغرافية للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا قد توسعت لتشمل ما هو أبعد من منطقة دونباس الشرقية، مشيراً إلى أن روسيا ستتوسع أكثر بحال استمر الغربيون بتزويد كييف بأسلحة بعيدة المدى كأنظمة «هيمارس» الصاروخية الأمريكية قائلاً: «هذا يعني أن المهام الجغرافية سيتسع نطاقها أكثر من الخط الحالي».

وتابع لافروف أن الجغرافيا «اختلفت الآن، ولم تعد تتعلق بالجمهوريتين [دونيتسك ولوغانسك]، بل أيضاً بمنطقتي خيرسون وزابوريجيا وعدد من المناطق الأخرى».
سرعان ما بدأ الأوروبيون والأمريكيون بتناقل حديث لافروف مجتزأً عن التطورات التي جرت منذ بدء العملية الروسية في أوكرانيا، ومتناسين أهدافها الأولى، زاعمين أن أهداف روسيا منذ البداية كانت أبعد من منطقة دونباس الأوكرانية.
إلا أن أي متتبعٍ لتطور الأحداث في أوكرانيا بالمعنى العسكري- الجغرافي والصراع الدائر فيها دون تناسي أهداف العملية العسكرية لروسيا- يدرك دون الحاجة لانتظار أي تصريح روسي رسميّ بذلك أساساً، إلى أن المعادلات قد تغيرت، وأن التهديد لا يزال قائماً، وأن السلاح المنتشر في أوكرانيا وبين القوى النازية الجديدة لا يزال موجوداً، بل ويجري إرسال الشحنات الغربية المتطورة بشكل دوري، ومن ضمنها منظومات متطورة مثل «هيمارس» سابقة الذكر.
كانت لتنتهي حدود العملية العسكرية الروسية ضمن أهدافها الجغرافية الأولى، ويبدأ الحوار السياسي لحل الخلافات، لولا تدخل الغربيين العسكري المحموم في الصراع إلى تلك الدرجة التي باتت بها المعركة تدور بين الجيش الروسي والجيوش الغربية مجتمعة على أراضي أوكرانيا... بل حتى أن العملية نفسها لم تكن لتجري لو تجاوب الأوروبيون والأمريكيون مع المقترحات الأمنية الروسية السابقة التي كانت لتضمن أمن جميع الأطراف.
وعليه، دون الحاجة لانتظار أية تصريحات رسمية روسية مقبلة، في حال استمر تطور الصراع بنفس السلوك الغربي المحرض والمعزز للحرب، فإن الأهداف الروسية جغرافياً في أوكرانيا ستستمر بالتوسع كجوابٍ، وكرد فعلٍ، على كل تهديد عسكري جديد يصنعه ويفرضه الغربيون، حتى وإن زاد هذا التوسع عن حدود أوكرانيا نفسها.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1080