ما هي قائمة التعليمات التي يتمنى أي رئيس أمريكي الحصول عليها؟

ما هي قائمة التعليمات التي يتمنى أي رئيس أمريكي الحصول عليها؟

شكّلت حالة الاستقطاب السياسي العالية داخل الولايات المتحدة- والدور الذي تلعبه واشنطن على الساحة العالمية- سبباً لتحول بعض وسائل الإعلام إلى أداة قاسية لالتقاط هفوات وأخطاء رجال السياسة في الإدارة الأمريكية الحالية، وتحديداً الرئيس جو بايدن، الذي لن يتمكن بسهولة من تغيير صورته في وسائل الإعلام التي تبدو أشد ملامحها وضوحاً كونه خرفٌ أخرق لا يستطيع حتى إتمام أبسط المهام!

تداولت عدد من وسائل الإعلام الأمريكية صورة جديدة تؤكد عدم كفاءة الرئيس الحالي للولايات المتحدة، ففي اجتماع مع المدراء التنفيذيين لمشاريع طاقة الرياح، التقط أحد المصورين الصحفيين صورة للرئيس الأمريكي يظهر فيها وهو يرفع ورقة صغيرة عن طريق الخطأ، مما كشف محتواها المخجل. فالورقة احتوت على مجموعة من التعليمات المقتضبة التي أعدها فريق بايدن لتجنيب الرئيس الوقوع في هفواته المعتادة، واتسمت معظم التعليمات بكونها بديهية الطابع، مما أثار موجة من التساؤلات حول قدرة الرئيس على القيام بمهام بسيطة، مثل: «الدخول إلى القاعة» بدون مساعدة قائمة تعليمات واضحة. فالقائمة حددت لبايدن خطوات، مثل «ادخل إلى القاعة- اجلس على الكرسي المخصص لك- أعطِ بعض الملاحظات بما لا يتجاوز الدقيقتين- توجه بسؤال إلى ليز شولر (ملاحظة ليزا شولر تنضم عبر الفيديو إلى الاجتماع) - اشكر الحضور- غادر القاعة).
لا شك أن فريق العلاقات العامة يقوم بإعداد بعض التعليمات البروتوكولية للرئيس، وتعد هذه مسألة بديهية بغض النظر عن محتوى هذه التعليمات وكيفية إطلاع الرئيس عليها، فلا يستطيع أحد الجزم بأن بايدن كان الرئيس الأمريكي الأول الذي تلقى إرشادات من هذا النوع. لكن ما لا شك فيه، أن الرئيس الحالي لا يظهر الحد الأدنى الضروري من اللياقة العقلية، فهو دائم الخلط بين الأسماء، ويرتكب الكثير من الأخطاء أثناء الحديث، مما يشكّل إرباكاً للإدارة الأمريكية الحالية، ومادة جدية يستند عليها خصومهم وتحديداً الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي أعلن مؤخراً أن «الولايات المتحدة أصبحت أضحوكة» وذهب إلى تحميل جو بايدن المسؤولية عن تراجع دور الولايات المتحدة على الساحة العالمية، والتدهور الاقتصادي التاريخي الذي تعيشه البلاد.
الأمر يختلف جذرياً إذا ما نظرنا إلى جوهر القضية، فالرئيس الأمريكي الحالي يُعد تجسيداً واقعياً لوضع وأداء الولايات المتحدة عموماً، ومكانتها- التي يرثيها ترامب- لم تهتز كما يدعي في خلال فترة بايدن فحسب، بل يمتد هذا الانحدار بشكله الواضح إلى حقبة باراك أوباما، فأياً يكن من يجلس في البيت الأبيض سيجد صعوبة بالغة في الحفاظ على صحته العقلية، وتحديداً تحت تأثير الضغط الشديد الذي تتعرض له مراكز اتخاذ القرار، وتعد الهزات الكبرى التي تواجه الدولار الأمريكي إحدى أبرز عوامل الضغط هذه، فالولايات المتحدة والتي نجحت عبر فرض الدولار كعملة عالمية في نهب ثروات العالم، مما مكنها من تمويل كل نشاطها العسكري والاستخباراتي الخارجي، بالإضافة إلى الحفاظ على مستوى معقول من الرفاه للسكان، تجد نفسها في لحظة مفصلية يوشك فيها الدولار على خسارة مركزه، ما يعنيه هذا من حدوث ارتدادات كبرى في الاقتصاد الأمريكي الهش، مما يؤدي إلى اختلال توازن للركائز التي تقوم عليها الإمبراطورية الأمريكية. فالمطلوب من الرئيس الأمريكي الحالي أو اللاحق إدارة انهيار البلاد بأقل الخسائر الممكنة، وهو ما لا يوجد في «كتالوجات» البيت الأبيض وصفة واضحة وسلسة لإتمام هذه المهمة، لا بل إن أي رئيس افتراضي في هذه اللحظة سيتمنى لو يجد في أدراج مكتبه ورقة تعليمات بسيطة كالتي يحملها بايدن، ليتمكن من الدخول إلى اجتماع دون أخطاء.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1076