إيران توقع اتفاقاً استراتيجياً جديداً مع فنزويلا
عتاب منصور عتاب منصور

إيران توقع اتفاقاً استراتيجياً جديداً مع فنزويلا

في زيارة فريدة من نوعها وصل- يوم الجمعة 10 حزيران الجاري- الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إلى العاصمة الإيرانية طهران، حيث استقبله نظيره الإيراني ابراهيم رئيسي في قصر سعد آباد، والتقى لاحقاً مع المرشد الإيراني علي خامنئي، تشكّل الزيارة محطة جديدة في تمتين العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، وتحمل رسائل سياسية واضحة.

يرى كلا البلدين فينزويلا وإيران، أنهما تعايشا مع ظروف متشابهة، فكلاهما عانيا من هيمنة الإمبريالية الأمريكية التي حاولت فرض حصار شديد على البلدين بهدف تجويع سكانهما، إلا أن العلاقات بين البلدين- والتي ترافقت مع إرادة سياسية واضحة- سمحت بإيجاد مخارج من العقوبات الأمريكية، وتأتي هذه الزيارة كخطوة جديدة في هذا السياق.

اتفاق استراتيجي

أكد الرئيس مادورو منذ وصوله، أن إيران وفنزويلا تعتبران رائدتان في «بناء النظام العالمي الجديد بلا استعمار وهيمنة أمريكية»، وقال في تصريحات للتلفزيون الإيراني، أن العلاقات بين البلدين كانت نموذجاً للتضامن والدعم المتبادل في الفترات العصيبة».
وقد أعلن البلدان عن توقيع اتفاق استراتيجي شامل للعلاقات يمتد لعشرين سنة، ويشمل مجموعة من القضايا الواسعة، مثل: النفط والطاقة والزراعة والتجارة والسياحة، وأشار الرئيس الفنزويلي، أن البلدين سوف يعززان من تعاونهما العسكري، وتشمل الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين تطوير العلاقات الدفاعية، مما يعد تطوراً ملحوظاً في علاقتهما. وحول هذه الوثيقة الاستراتيجية قال الخامنئي «إن التعاون طويل الأمد يتطلب متابعة الاتفاقات وتنفيذها بصورة كاملة، مشيراً إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أظهرت أنها تخاطر وتمسك بيد أصدقائها في أوقات الخطر».

مستقبل إيران

مع بدء الحديث عن إمكانية توقيع اتفاق مع إيران والدول الغربية، ظهرت جملة من التحليلات التي أظهرت تخوفاً من إمكانية نجاح الغرب في سحب إيران بعيداً عن التحالف الناشئ في الشرق، وقدر راهن هؤلاء المحللين أن انفتاح إيران على الأسواق الغربية يمكن أن يزيد من فرص نجاح هذه الاستراتيجية، لكن التطور اللاحق لهذه الأحداث، والذي كان عنوانه الأبرز انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووية مع إيران، مما عرقل تسوية هذه المسألة حتى اللحظة، سمح- على الرغم من نتائجه السلبية على إيران- بتثبيت أقدامها أكثر في الفضاء السياسي والجغرافي الذي تنتمي له، وسارعت كل من الصين وروسيا بتوقيع اتفاقيات استراتيجية كبرى مع إيران إلى تلك الدرجة التي ارتبطت فيها مصالح هذه الأخيرة أكثر مع حلفائها التقليدين، ويأتي الاتفاق الاستراتيجي الجديد مع فنزويلا- على الرغم من فرق الأوزان- في السياق نفسه، وتحديداً كون البلدان يعدان من المنتجين الكبار للطاقة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1074
آخر تعديل على الإثنين, 13 حزيران/يونيو 2022 00:03