إفريقيا وروسيا: تعاون لحل أزمة الحبوب وتمثيل دولي لمصالح القارة المنسية
تؤثر أزمة الحبوب والغذاء العالمية الناشئة بشكل أكبر على الدول الطرفية الأضعف مقارنةً بغيرها، وتعد إفريقيا ضمن المناطق الأكثر تهديداً وخطراً منها لدرجة احتمالات وقوع كارثة غذاء ومجاعات جدّية وكبرى فيها إنْ لم يتم حل المشكلة في الوقت المناسب، وبناء عليه يحاول الاتحاد الإفريقي فعل ما بوسعه في هذا الشأن عبر التعاون مع روسيا بالدرجة الأولى.
في الـ 25 من شهر أيار الماضي عقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اجتماعاً مع سفراء الدول الإفريقية في العاصمة موسكو، والتي تزامنت مع مناسبة «يوم إفريقيا» أكد لافروف خلاله استمرار بلاده بنفيذ التزاماتها الخاصة بتصدير الأغذية والأسمدة إلى إفريقيا، كما دعا الدول «في الاتحاد الإفريقي لمطالبة الغرب بإصرار على رفع العقوبات الأحادية غير القانونية، التي تقوض البنية التحتية للنقل واللوجستيات الضرورية للتجارة العالمية، الأمر الذي يخلق مخاطر في المقام الأول للفئات الأكثر عرضة من السكان».
حيث إن أزمة الغذاء والحبوب الناشئة، ورغم ما يجري ترويجه بأنها نتيجة للمعركة في أوكرانيا، إلا أن السبب الرئيسي فيها يتعلق بالعقوبات الأمريكية والأوروبية على روسيا من جهة، والتي تعني عرقلة تصديرها، وفصل بنوكها عن منظومة «سويفت» من جهة أخرى، والتي تؤثر على عمليات الدفع، وإن كانت هناك إمكانية للتصدير.
ضمن هذا الإطار نفسه قال رئيس الاتحاد الإفريقي ورئيس السنغال ماكي سال خلال اتصال فيديو مع القادة الأوربيين في قمة استثنائية عقدت في بروكسل أواخر الشهر الماضي: «أريد أن أخبركم أن بلداننا قلقة للغاية بشأن الآثار الجانبية للاضطراب الناجم عن حظر نظام الدفع بواسطة «سويفت» بسبب العقوبات... عندما يتم مقاطعة نظام «سويفت»، فهذا يعني أنه حتى في حالة توفر المنتجات، يصبح الدفع صعباً أو مستحيلا» وأوضح «من المرجح أن تؤدي ندرة الأسمدة وارتفاع كلفتها إلى انخفاض كبير في المحاصيل المحلية... انخفاض يقدر بنسبة 20-50% في محصول الحبوب في إفريقيا هذا العام».
وفي الثالث من الشهر الجاري، توجه سال إلى مدينة سوتشي الروسية للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأعلن سال بعد الاجتماع «نخرج من هنا مطمئنين جداً ومسرورين جداً بمحادثاتنا» حيث دار الحديث بين الرئيسين حول كيفية تسهيل تصدير الحبوب وتعزيز التعاون بين روسيا ودول الاتحاد الإفريقي، قال سال: إنهما تطرقا إلى «عدة وسائل لتسهيل التصدير، إما عبر ميناء أوديسا أو ميناء ماريوبول» أو حتى الدانوب أو بيلاروسيا.
ومن جهة أخرى فإن لتطور العلاقات بين الدول الإفريقية وروسيا معاني أخرى تتعلق بتمثيل هذه القارة المنسية من المجتمع الدولي ومحافله ومجالسه، تمثيل فعلي وجدّي متوافق مع التوازنات الدولية الجديدة وسياساتها على العكس من سابقه، حيث كانت إفريقيا شعاراً إنسانياً- تجارياً بأيدي الغربيين، والحديث عنها كان يتعلق بتمثيل مصالح الغربيين فيها.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1073