استفزازات بايدن للصين تجد جواباً لها في الولايات المتحدة نفسها
أعلن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن قبل نحو أسبوع خلال زيارته الآسيوية: إن بلاده مستعدة للدفاع عن تايوان في حالة حدوث «غزو» صيني لها على حد تعبيره، مما أشعل جملةً من ردود الفعل الصينية والأمريكية على حدٍ سواء.
تصريح بايدن لم يكن «خطأً» بأي شكلٍ من الأشكال، وحقيقة أنه ليس «تصريحاً» وإنما رداً على سؤالٍ وجه إليه خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، لا تقلل من أهميته أو من حقيقته كما تحاول بعض وسائل الإعلام الغربية القول. كما أن التوضيح اللاحق الذي صدر من البيت الأبيض، والذي يفيد بأن ما قصده بايدن يتعلق بتوريد الأسلحة فقط.. لا ينفي استفزاز وتدخل الولايات المتحدة بالشؤون الداخلية للصين، الذي هو جوهر المشكلة بالنسبة للأخيرة، فضلاً عن أن القول بحد ذاته لم يقدم أي شيء جديد حول السياسة الخارجية الأمريكية في ملف تايوان، سوى أنه وبالتوازي مع مجمل الزيارة الآسيوية، يهدف للاستفزاز.
كانت الردود الصينية واضحة وصارمة بطبيعة الحال، حيث قال رئيس الشؤون الخارجية في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني يانغ جيه تشي: «ستتخذ الصين إجراءات حاسمة لحماية سيادتها ومصالحها الأمنية وسنحول أقوالنا إلى حقيقة»، كما حذرت الخارجية الصينية من أنه «إذا استمرت الولايات المتحدة في المسار الخطأ، فلن يؤدي ذلك إلى عواقب لا رجعة فيها للعلاقات الصينية الأمريكية فحسب، بل وسيجعل الولايات المتحدة في النهاية تدفع ثمناً لا يحتمل»، وقد تلت هذه التصريحات تحذيرات عسكرية عملية، حيث قام الجيش الصيني بإجراء مناورات وتدريبات عسكرية جوية وبحرية قرب تايوان، وقد أعلنت وزارة الدفاع الصينية صراحةً أن هذه المناورات قرب تايوان تأتي «لحماية السيادة الوطنية» و« رداً على تآمر الولايات المتحدة وتايوان».
وفي المقابل، ظهرت ردود فعل أمريكية أيضا،ً كان من أوائلها: تصريح وزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كيسنجر في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، والذي قال فيه: «يجب تجنب المواجهة المباشرة حول تايوان، لا يمكن أن تكون تايوان في قلب المفاوضات بين الولايات المتحدة والصين، بل يجب أن تكون مبادئ العلاقات في صميمها... يجب على الولايات المتحدة والصين التوصل إلى فهم لكيفية بناء علاقة طويلة الأمد في السنوات القادمة» فملخص معاني ما قاله كيسنجر، هو دعوة الولايات المتحدة للتوقف عن استفزاز الصين، والتحول نحو الحوار والمفاوضات معها.
كما عبرت عدة صحف غربية- من بينها تلغراف- عن تخوفاتها من أن تصريح بايدن قد يؤدي إلى حرب جديدة، وربما عالمية، والبعض منها ذهب أبعد من ذلك كصحيفة «واشنطن إكزاماينر» والتي توقعت هزيمة الولايات المتحدة بحال خوضها مثل هذه المعركة، كما قال مسؤول سابق في البنتاغون، البريدج كولبي خلال مقابلة له مع شبكة فوكس نيوز: إن بايدن يهدد بحرب مع الصين في حين أن الولايات المتحدة ليست مستعدة لذلك.
وعليه فيبدو أن ما تحاول الولايات المتحدة الدفع به فيما يتعلق بتايوان، يجري الرد عليها من داخلها أيضاً.. فالتجربة الأوكرانية، رغم عدم تشابهها مع تايوان، إلّا أن المشترك بينهما هو خسارة الولايات المتحدة في كليهما...
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1072