على هامش أحداث أوكرانيا: أرمينيا وأذربيجان نحو اتفاق سلام وترسيم للحدود

فقد رفعت روسيا من درجة عملها في ملف قره باغ بشكلٍ كبيرٍ خلال الشهرين الماضيين، منها: إعلان توقيع تعاون تحالفي بين روسيا وأذربيجان، يهدف لتعميق العلاقات العسكرية بين البلدين في 22 شباط، والاتصال الهاتفي في 16 آذار بين الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان حول تنفيذ الاتفاق الثلاثي للتسوية في إقليم قره باغ. وبعد موجة تصعيد صغيرة تضمنت خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار من الجانبين الأرمني والأذربيجاني، دعت أرمينيا في 28 آذار أذربيجان لبدء التفاوض والتوصل لاتفاق سلام شامل بين البلدين.
وسرعان ما بدأ العمل على هذا الأمر، حيث أعلن البلدان عن استعدادهما لتوقيع اتفاق سلام، ويجري التحضير لعقد قمة تجمع رئيسي البلدين بهذا الهدف، وقد جرى بالفعل اجتماع ثلاثي بين نيكول باشينيان وإلهام علييف ورئيس المجلس الأوروبي، وجه بعده كلاً منهما وزراء خارجيتهما للاستعداد لمفاوضات السلام، وقد جاء في بيان من مجلس الوزارة الأرمني أنه «نتيجة للاجتماع، تم التوصل إلى اتفاق وفقاً لاتفاقية سوتشي في 26 تشرين الثاني 2021، لإنشاء لجنة ثنائية لترسيم الحدود بين أرمينيا وأذربيجان بحلول نهاية شهر نيسان».
وقد بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإجراء اتصالات هاتفية مع نظرائه الأرمني والأذربيجاني لبحث اتفاق السلام المرتقب وترسيم الحدود، حيث أفاد الكرملين عبر بيان صدر عنه يوم السبت: أن الرؤساء الثلاثة شددوا على ضرورة تطبيق الاتفاقات الثلاثية وتشمل تشكيل لجنة معنية بترسيم الحدود بين البلدين.
بطبيعة الحال، إن المفاوضات قد تتعرض لبعض العثرات، خاصة فيما يتعلق بترسيم الحدود، ومن غير الممكن التنبؤ بالمدة الزمنية التي سيتخذه الأمر قبل أن يجري حله تماماً، إلا أن التقدم هو بدء هذه المفاوضات بحد ذاتها، والذي يصب في مصلحة كلّ من البلدين، ومن جهة وروسيا من جهة أخرى، ويناقض المصلحة الأمريكية.