ليبيا: عراقيل وتوترات تهدد الانتخابات المقبلة
بعد تأجيل الانتخابات الليبية إلى أواخر الشهر الجاري، قام ممثلون عن «القوى الوطنية من أجل التغيير» بطرح مقترح إجراء الانتخابات بطريقة تسلسلية تبدأ بالنيابية، وقد ناقشت هذه القوى مقترحها مع المستشارة الخاصة للأمم المتحدة بشأن ليبيا ستيفاني ويليامز.
ليُولِّد هذا المقترح ردود فعل سلبية من جهتين، أولها: هو طرح آلية جديدة تدعو لمزيد من الخلافات وتباين المواقف حول العملية الانتخابية قبل أسبوعين من موعدها الجديد، والثانية: طرح المقترح نفسه مع الأمم المتحدة على اعتبار أن الأخيرة لا شأن لها بالقرارات الداخلية لليبيين، وإنما مهمتها تسيير ما يتم الاتفاق عليه.
وبالإضافة إلى ذلك، تستمر حالات خرق وقف إطلاق النار ونشوب اشتباكات، كان من آخرها في العاصمة الليبية طرابلس نفسها في يوم الخميس، بين مجموعتين مسلحتين، إحداها: تابعة للكتيبة 301، والأخرى: لما يسمى جهاز دعم الاستقرار، بذريعة وجود خلاف مالي بين قياداتهم وفقاً لتصريح أشرف مامي القيادي في قوات «بركان الغضب».
ومن جهة أخرى، أُعلن أن قائد الجيش الوطني المكلف عبد الرزق الناظوري سيلتقي رئيس الأركان العامة بحكومة الوحدة الوطنية محمد الحداد في مدينة سرت باجتماع مغلق لبحث توحيد المؤسسة العسكرية وبناء جيش ليبي موحد عبر تشكيل لجان مشتركة، وقد أعلنت الأمم المتحدة ترحيبها بهذا الأمر.
وقد شدد الممثل الرسمي للأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، على ضرورة مغادرة القوى الأجنبية والمرتزقة من ليبيا في أسرع وقتٍ ممكن، مشيراً إلى أنه لا توجد أية عقبات أمام ذلك.
ويذكر، أن اللجنة الليبية العسكرية المشتركة 5+5 قد اتفقت في شهر تشرين الأول من العام الماضي على خطة عمل من 4 مراحل، تشمل انسحاب المقاتلين الأجانب إلى مواقع متفق عليها، وانسحاب متزامن ومنسق للتشكيلات العسكرية الأجنبية والمرتزقة من البلاد، إلّا أن التطبيق العملي للاتفاق يمضي بتباطؤٍ شديد، مما يهدد الوضع الأمني الليبي، ويعزز من حالة التشدد من مختلف القوى السياسية الليبية.
ولتكون بنهاية المطاف، أن الأسباب التي أدت إلى تأجيل الانتخابات في الشهر الماضي، لا تزال حاضرة وفاعلة ضمن المشهد السياسي، مما يحمّل القوى الليبية مسؤوليةً وضغطاً أكبر وأشد نحو حلها بأسرع ما يمكن.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1052