“عملية حومش” فشل جديد
على الطريق بين نابلس وجنين شمال الضفة الغربية المحتلة وعند أحد المنعطفات قام شابان فلسطينيان بإطلاق الرصاص على سيارة تقل مجموعة من المستوطنين المنتمين لجماعة دينية متطرفة مما أدى إلى مقتل أحد المستوطنين، لتعيد هذه العملية، التي وصفتها صحافة العدو “بالكمين المحكم”، إلى الأذهان القصة وراء مستوطنة حومش التي قامت على أنقاض قرية برقة الفلسطينية.
شكّلت العملية صدمة جديدة لقوات الاحتلال الصهيونية، والتي باتت تقلق من تنامي عمليات المقاومة وتحديداً في الضفة الغربية، فعلى الرغم من كل الخدمات الأمنية التي تقدمها السلطة الفلسطينية إلا أن الضفة والقدس المحتلتين قد شهدتا 7 عمليات في الأسابيع الماضية.
تفاصيل عملية حومش
فرضت العملية الاستنفار على قوات الاحتلال التي نشرت ثلاث كتائب مشاة وعدد من الوحدات الخاصة للتعامل مع الظرف الأمني الحساس، وشكّلت العملية التي نفذت يوم الخميس في 16 من الشهر الجاري تحدياً جديداً بالنسبة للكيان الصهيوني. فهي عملية محكمة التنظيم ذات هدفٍ واضح، إلى جانب أن منفذيها والمخططين لها قاموا بهذه المهمة بشكّل جماعي وباستخدام سلاح ناري رشاش. الشبّان الفلسطينيان انتظروا السيارة حتى اقتربت من أحد المنعطفات وخرجوا من بين الأشجار ليطلقوا النار على إطاراتها وينجحوا في قتل أحد ركابها في الوقت الذي استمر سائق السيارة في الهرب حتى مستوطنة شافي شمرون القريبة من موقع تنفيذ العملية.
الذاكرة الحيّة
في العام 2005 وضمن ما اسمته سلطات الاحتلال بـ”خطة فك الارتباط” انسحب جيش الاحتلال من قطاع غزة ومن عدد من المستوطنات في الضفة الغربية، وكان التصويت على هذه الخطة في الكنيست بمثابة إقرار صهيوني باستحالة فرض الاحتلال على جزء من أراضي فلسطينية، وقد سعت الخطة التي دعمها نتنياهو في حينه إلى ترك بعض المناطق التي بات من المستحيل تأمينها عسكرياً وأصبحت تشكّل جحيماً حقيقاً بالنسبة للاحتلال، بمقابل الترويج إلى أن الانسحاب الصهيوني من هذه النقاط سيحولها إلا بؤر معزولة ويساهم في نزع سلاحها، وقد برهن الزمن على الفشل الذريع لهذه الأكاذيب، فقطاع غزة استطاع شن حروب حقيقة بوجه الكيان الذي يعجز حتى اللحظة على نزع سلاح المقاومة فيه. وتشكّل عملية حومش فشلاً جديداً “لخطة فك الارتباط”، فالمستوطنة تم إخلائها في 2005، إلا أن مجموعة من المستوطنين أنشأوا مدرسة دينية في حومش المهجورة واستمروا بالذهاب يومياً إلى المدرسة التي أنشأها وسط أنقاضها، وشكّل السلوك هذا حافزاً لمجموعة من شباب المقاومة الفلسطينية لاستهدافهم كتعبير عن رفضهم لعودة الحياة إلى المستوطنة.
الاستهداف المستوطنات كان تعبيراً عن رفض انتزاع الأراضي الفلسطينية وتحويلها لمساكن للمهاجرين الصهاينة، وعلى الرغم من الأموال الطائلة والموارد العسكرية الضخمة التي صرفها الاحتلال لتأمين هذه المستوطنات إلا أن “خطة فك الارتباط” كانت تعبيراً عن نجاح المقاومة الشعبية في تحقيق نتائج حقيقية وكبيرة وما يجري اليوم في حومش وغيرها يعتبر تأكيداً جديداً على هذه الحقيقة.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1049