تسريبات من دفتر يوميات الكيان (4)

تسريبات من دفتر يوميات الكيان (4)

تسريبات جديدة من دفتر يوميات افتراضي يحتوي في صفحاته الهواجس التي تطارد قادة الكيان الصهيوني مع تسارع التراجع الأمريكي، وقرارات واشنطن النهائية التي تقضي بانسحاب قواتها من منطقة الشرق الأوسط.

21 تشرين الثاني

نشرت جريدة نيويورك تايمز مقالاً ذكّرت فيه، أن مسؤولين «إسرائيليين» أصروا على العمل بشكل منفرد لمواجهة البرنامج النووي الإيراني، وذلك على الرغم من نصائح واشنطن بعدم القيام بهذا النمط من الأفعال، وحاول المقال أن يشرح المفارقة الحاصلة، وهي أن العمليات التي قامت بها الاستخبارات «الإسرائيلية» لم تكن تلحق أضراراً حقيقة لإيران، بل على العكس من ذلك تماماً، فحسب الجريدة كانت نتائج جيدة بالمعنى التكتيكي بالنسبة «لإسرائيل» ولكنها أعطت دفعة للبرنامج النووي الإيراني الذي كان يتطور بشكل متسارع، وقد شبهت الجريدة الأمريكية، ونقلاً عن مصادر سياسية أمريكية، أن إيران كانت تقوم بعملية إعادة بناء ضرورية بعد الضربات «الإسرائيلية» فقد استبدلت أجهزة الطرد المركزي القديمة بأخرى أحدث وأكثر تطوراً، وساهمت الضربات بفرض إنجاز هذا التطوير على طهران، التي استفادت في بعض الأحيان من أن الضربات «الإسرائيلية» أضرت بالآليات التي يعتمد عليها المفتشون الدوليون لمراقبة المنشآت النووية الإيرانية.

22 تشرين الثاني

الاشتباكات في مخيم جنين الواقع شمال الضفة الغربية تحمل خلفها مخاوف حقيقية بالنسبة «لإسرائيل»، فالذي يحدث هو أن السلطة الفلسطينية وضمن إطار التنسيق الأمني مع «إسرائيل»، تبدأ بالقيام بعملية أمنية وعسكرية داخل المخيم بعد تعاظم المخاطر من ازدياد وزن المقاومة المسلحة من داخله، وما يعني ذلك أن هناك احتمالاً جدياً ليتحول المخيم إلى نقطة جديدة لاستهداف «إسرائيل»، التي باتت مضطرة لمعالجة هذا «الخطر» ولكن تنقصها الأدوات لإتمام المهمة، وبعد حساب كل الاحتمالات قررت «إسرائيل» أن السلطة الفلسطينية هي القادرة على معالجة هذه المسألة، لكن ما يجري على الأرض إنما يسرع في موت هذه السلطة، وخصوصاً أنها ستدخل في مواجهات مباشرة مع المقاومة الفلسطينية المسلحة، مما سيعجل في تفجير الشارع الفلسطيني في وجه الاحتلال، ووجه السلطة الفلسطينية التي باتت تعتمد عليها «إسرائيل» في علاج هذا النمط من المسائل الأمنية.

23 تشرين الأول

في كلمة موسعة لرئيس الوزراء في مؤتمر معهد السياسة والإستراتيجية في جامعة رايشمان قال نفتالي بينيت: إنه رأى فجوة- حين وصل إلى منصب رئيس الوزراء- بين «الأقوال والأفعال»، وأكد الإشاعات المتزايدة في الفترة الماضية، والتي تقول: إن «إسرائيل» أوقفت استعداداتها العسكرية لتوجيه ضربة لإيران بعد توقيع الاتفاق في 2015، وأضاف أن القدرات العسكرية «لإسرائيل» قد تراجعت منذ ذلك الوقت، وهي اليوم تعيد بناء قدراتها ولكنها ستحتاج سنة على الأقل لتعويض الوقت الضائع السابق، ووصف رئيس الوزراء أن توقيع واشنطن على صفقة 2015 كان بمثابة حبة منوم «لإسرائيل» التي غطت في نوم عميق بعدها.

27 تشرين الثاني

وصف رئيس الوزراء «الإسرائيلي» الأسبق، إيهود أولمرت، الأموال التي تهدرها «إسرائيل» على كل الاستعدادات والمناورات العسكرية بدعوى التأهب لضرب إيران بأنها أموال مهدورةً، نظراً لكونها تهدف إلى الضغط على الإدارة الأمريكية لا أكثر، فحسب أولمرت: لا نية حقيقية «لإسرائيل» لتوجيه ضربة لإيران، وأضاف أن ما جرى في السنوات العشر الماضية كان إهداراُ لمليارات كثيرة من الدولارات على حساب المصالح الأمنية وجودة الحياة في «إسرائيل».

28 تشرين الثاني

ترى «إسرائيل» نفسها مضطرة لحشد قوى أخرى على الساحة الدولية لمواجهة السعي الأمريكي لعقد صفقة مع إيران مهما كان ثمنها، فوزير الخارجية يائير لابيد انطلق وهو يحمل «رسالة قلق» إلى العاصمة البريطانية لندن والعاصمة الفرنسية باريس، ومفاد هذه الرسالة هو تخوّف «إسرائيل» من عزم واشنطن على الاتفاق مع إيران، مما قد يضع تفوّق الأولى إقليمياً على المحك! فوزير الخارجية لابيد يأمل في أن تمثل لندن وباريس مخاوف «إسرائيل» على طاولة المفاوضات، وخصوصاً بعد إدراكها أن واشنطن عازمة على وضع مصالحها وحدها على طاولة المفاوضات، حتى وإن تعارضت مع مصالح الأولى.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1046
آخر تعديل على الإثنين, 06 كانون1/ديسمبر 2021 12:59