القارب «الإسرائيلي» يهتز مجدداً

القارب «الإسرائيلي» يهتز مجدداً

بعد فترة قصيرة ساد فيها الهدوء الهش، تعاظمت المشاكل داخل الائتلاف الحكومي الصهيوني بما يبشّر باهتزازة جديدة في القارب المتداعي، فبعد أن نجحت قوى سياسية صهيونية بتشكيل ائتلاف حكومي بعد عدة محاولات سابقة فاشلة، عاد التوتر يسود الموقف مما يشكّل تهديداً كبيراً أمام النظام السياسي، وتحديداً، أن الشهر القادم سيكون موعد إقرار الموازنة العامة.

تبدو على السطح جبهات أساسية للصدام بين القوى الأساسية التي شكّلت هذا الائتلاف الهش في حزيران من العام الجاري. القوى الأساسية الثلاث حزب يمينا برئاسة رئيس الوزراء الحالي نفتالي بينت، وحزب هناك مستقبل برئاسة وزير خارجية الكيان يائير لابيد، وحزب أزرق أبيض برئاسة وزير الحرب الصهيوني بيني غانتس، وتختلف على جملة من القضايا يمكن إيجازها بما يلي:

التنسيق والصلاحيات

تكررت في الفترة الماضية اعتراضات من قبل وزير الحرب في حكومة الكيان بيني غانتس، الذي اشتكى مراراً من سلوك رئيس الوزراء، الذي يتقصّد عدم التنسيق معه حول أبسط القضايا، ونقلت صحيفة هآرتس الصهيونية: أن حجم الخلافات بين الاثنين يتعاظم، وبلغ درجة التوتر القصوى، وتحديداً بعد أن كشف رئيس الوزراء عن عملية فاشلة للموساد هدفت إلى البحث عن مصير الطيار الصهيوني المفقود في لبنان منذ 1986، وحسب ما نقلته الجريدة، فإن بينيت أبلغ غانتس قبل دقائق عن نيته الإعلان عن العملية، مما أثار غضب الأخير الذي يرى ذلك ضمن صلاحياته، ويرى التنسيق معه حول هذه المعلومات أمراً شديد الأهمية. في مسألة أخرى شبيهة، اشتكى غانتس من أن مكتب بينيت أعلن- دون التنسيق معه أو حتى إبلاغه- أن «الحكومة قررت محاربة الجريمة في الوسط العربي بمساعدة الجيش» ويعدّ ذلك تجاهلاً وقحاً من قبل رئيس الوزراء لأحد أهم أعمدة الائتلاف الحالي، لكن بينيت وعلى الرغم من حساسية الظرف لا ينسى خلافاته مع غانتس.

القنصلية الأمريكية في القدس

تبين أن وزير الخارجية يائير لابيد أجرى اتصالات مع الإدارة الأمريكية التي تحاول إعادة فتح قنصليتها في القدس بعد أن أغلقها الرئيس السابق دونالد ترامب، يائير أعلم الإدارة الأمريكية أنه لا مانع من إعادة فتح القنصلية شرط أن يجري ذلك بعد إقرار الميزانية لأن ذلك من شأنه حفظ الاستقرار في الحكومة الهشة، لكن وبعد اللقاء الأخير بين الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء تبين أن للأخير رأياً آخر، فبينيت لا يوافق على المسعى الأمريكي هذا ويعارضه بغض النظر عن الموعد، مما كشف أمام الإدارة الأمريكية حجم الانقسام في «الحكومة المستقرة». فغياب التنسيق هذا يعكس توجهات متناقضة تجري محاولة لاستيعابها ضمن التشكيلة الحالية، لكن الخلافات المتصاعدة يمكن أن تغلب على الجو العام وتدفع الحكومة للانهيار.
يستشعر بينيت الخطر، وأرسل صيحات استجداء للوزراء «يترجاهم لعدم هزّ القارب»، فحسب تصريحات رئيس الوزراء، قال: إنه «يجب التركيز، وتحديداً في الأسابيع المقبلة، على ما يجمعنا لا ما يفرقنا» وأكّد «أن هز القارب» لن يكون بصالح أحد، وتحديداً، أن ظهور هذه الخلافات قبل أيام من إقرار الميزانية من شأنه أن يدفع الكيان إلى نقطة الصفر مجدداً.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1040
آخر تعديل على الثلاثاء, 19 تشرين1/أكتوير 2021 23:02