فرنسا تأخذ على خاطرها من أمريكا

فرنسا تأخذ على خاطرها من أمريكا

قامت الحكومة الفرنسية باستدعاء سفيريها لدى أستراليا والولايات المتحدة الأمريكية لـ«التشاور» إثر الشراكة الأمريكية- الأسترالية الجديدة لشراء غواصات عسكرية متطورة أدت إلى عرقلة صفقة موقعة سابقاً في عام 2016 بين أستراليا وفرنسا.

ووفقاً لبيان صحفي من وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، فإن هذه الخطوة تبررها «الخطورة الاستثنائية المتخذة في 15 أيلول من قبل أستراليا والولايات المتحدة» واصفةً إياه بأنه «سلوك غير مقبول بين الحلفاء»، وكانت قد ذكرت صحيفة «صنداي تلغراف» بأن بريطانيا والولايات المتحدة وأستراليا قد اتفقوا على تفاصيل الشراكة الأمنية AUKUS خلال قمة G7 في الشهر الماضي دون علم الرئيس الفرنسي.
وقد كان لافتاً الرد الأمريكي على لسان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، ومستواه الذي صدر عبر «تويتر» وليس بشكلٍ رسمي لوسائل الإعلام، بأن الولايات المتحدة تأمل في أن «تتمكن من مناقشة خلافها مع فرنسا حول أزمة الغواصات خلال الأسبوع المقبل في الأمم المتحدة» حيث سيكون وزير الخارجية الفرنسي ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في نيويورك خلال الأسبوع الجاري لحضور اجتماع للأمم المتحدة، أي بما يوحي بتدويل الخلاف وتسويفه، وليس مناقشته ثنائياً بغية حلحلته أو إيجاد أية حلول وسط بين الدولتين، مما يعني أن الولايات المتحدة قد قامت عملياً بسرقة الاتفاق من فرنسا ولا ترغب بالتراجع عن ذلك.
إن تفصيلات من هذا القبيل تعيد التذكير وتؤكد على موضوعة تزايد الخلافات فيما بين حلفاء الشمال الأطلسي «الناتو» والتصرفات الأحادية للولايات المتحدة الأمريكية، مما يؤدي من جهة إلى تفاقم الخلافات الأوروبية- الأمريكية ويعزز من عزلة الولايات المتحدة الأمريكية وتفرّدها من جهة أخرى، بما يضعف الطرفين على حدٍ سواء وصولاً إلى فرط عقد «تحالفهم» مستقبلاً، وهو ما عبر عنه لودريان بأن أزمة الغواصات ستؤثر على مستقل حلف الشمال الأطلسي، وتسرّع بالمقابل من رغبة الأوروبيين المتزايدة بإنشاء تحالف عسكري أوروبي جديد لا يضم واشنطن ومستقل تماماً عنه.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1036
آخر تعديل على الإثنين, 20 أيلول/سبتمبر 2021 23:03