ليبيا من التوافقات الدولية إلى الإقليمية
حمزة طحان حمزة طحان

ليبيا من التوافقات الدولية إلى الإقليمية

بعد كل النشاط الدولي السابق الروسي والأوروبي، وتأريض الخلافات التركية- المصرية السابقة في الملف الليبي، بالتوازي مع مسيرة الحل السياسي الماضية قدماً في البلاد، بدأت أولى ملامح التوافقات الإقليمية بالتبلور بمبادرة وقيادة جزائرية، حيث أقيم فيها مؤتمر «دول جوار ليبيا» يومي الاثنين والثلاثاء 31 تموز.
وضم المؤتمر وفوداً لكل من ليبيا والجزائر وتونس والسودان ومصر والنيجر وتشاد، بالإضافة إلى الاتحاد الإفريقي وغيرهم.

البيان الختامي

لقد تضمن البيان الختامي للمؤتمر 4 مبادئ لدعم ليبيا، هي: الاتفاق على دعم الأجندة الليبية لضمان استقرارها، وأولوية أمن حدود دول المنطقة، وعدم تجاهل دور دول الجوار في استقرار ليبيا، وتفعيل الاتفاقية الأمنية بين ليبيا ودول الجوار الجنوبية، وأكد البيان بأن «مخرجات المؤتمر عمل متواصل، وليس موسمياً» وأكد أن «استقرار أمن أية دولة من دول الجوار هو مسألة مصيرية» كما أعلن عن الاتفاق لتفعيل الاتفاقية الرباعية الخاصة بتأمين الحدود بين دول الجوار الجنوبية وتوحيد مواقفها.
وأكد وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، بأن حل الأزمة الليبية لن يكون إلا عبر مسار ليبي- ليبي، بدعم من المجتمع الدولي، في إشارة منه على أن المؤتمر لم يعقد بصيغة تدخل بالسيادة الليبية وإنما لتوفير الظروف الملائمة لاستكمال الحل.
وقد قالت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش خلال مؤتمر صحفي، بأن كل دول الجوار أبدت استعدادها الكامل لدعم مبادرة استقرار ليبيا، معلنة عن «المشاركة في الاجتماع التشاوري المقرر عقده نهاية الشهر المقبل» وهو مؤتمر آخر سيجري في ليبيا نفسها استكمالاً لمؤتمر الجزائر.
وقد أكد المشاركون على ضرورة خروج كل القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد، وإجراء الانتخابات الوطنية في موعدها المقرر.

التأثيرات

كان من أوائل المعقبين على مؤتمر الجوار الليبي وزير خارجية المغرب المطبعة مع الكيان الصهيوني، ناصر بوريطة، بأن الأزمة الليبية «لن تحل بالمؤتمرات والتدخلات الخارجية» وقد جاء هذا التصريح خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، بعد مباحثات بين الطرفين في الرباط.
وبعد 3 أيام من مؤتمر الجزائر جرت اشتباكات مسلحة في منطقة صلاح الدين في العاصمة الليبية طرابلس، قبل أن يأمر المجلس الرئاسي الليبي جميع الوحدات العسكرية التي شاركت بهذه الاشتباكات بالعودة الفورية إلى ثكناتها، وبدء التحقيق الفوري مع آمري تلك القوات.
بطبيعة الحال لا يزال المتشددون الليبيون يحاولون كسر طريق الحل السياسي بشتى الوسائل، إلا أن حالة التوافقات التي تزداد اتساعاً بين القوى الدولية والإقليمية على حدٍ سواء، تُضعف من قدرة هؤلاء على المناورة وتضعف من إمكانات دعمهم، وتوفر الأجواء المناسبة للبدء بإيجاد نقاط الالتقاء والتوافق المحلية داخل ليبيا، ريثما تحل المسألتان الخلافيتان الرئيسيتان: الوجود العسكري الأجنبي وإشكالية القوات التركية ضمناً، والقاعدة الدستورية التي ستجري على أساسها الانتخابات في نهاية العام الجاري.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1034
آخر تعديل على الأربعاء, 08 أيلول/سبتمبر 2021 23:45