رهان اليابان... حاملة طائرات واشنطن!
عتاب منصور عتاب منصور

رهان اليابان... حاملة طائرات واشنطن!

سعت الولايات المتحدة من خلال استراتيجيتها إلى تطويق الصين، لإنشاء تحالف يساعد واشنطن بمسعاها هذا، وقد برزت ضمن هذه المحاولات مع بلدان محيطة بالصين، مثل: الهند واليابان وأستراليا. وعلى الرغم من أن إنشاء هذا النوع من التحالفات لم يثمر بعد، ولم يحقق نتائج جدية في مواجهة نفوذ الصين المتزايد، إلّا أن واشنطن لم تستخدم كافة أوراقها بعد.

تصاعدت في الآونة الأخيرة التصريحات اليابانية التي تعبر صراحة عن «القلق من نوايا الصين العسكرية» والتي اعتبرها وزير الدفاع الياباني، أن بلاده لا ترى سلوك الصين واضحاً، ولذلك أوضح وزير الدفاع نوبو كيشي: أنه يتوقع زيادة في التواجد العسكري للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي أجرت فيه اليابان مناورات عسكرية واسعة ضمت والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وأستراليا.

دور اليابان في التصعيد

بدأ السلوك الياباني يثير قلقاً روسياً وصينياً، وخصوصاً أن اليابان تنخرط بوضوح ضمن برنامج واشنطن لزعزعة الاستقرار في آسيا، وإن كان بعض السياسيين في اليابان يشعرون بالقلق إزاء النهوض الصيني السريع، والذي بات يشمل تطوراً في قدرات الصين العسكرية، فاستدعاء قوىً خارجية لتوتير الأجواء في المنطقة لن يكون في صالح طوكيو أصلاً. ففي مقال نشرته جريدة «غلوبال تايمز» بقلم الخبير العسكري سونغ زنغبينغ، جاء رداً على تصريحات نائب رئيس الوزراء الياباني، والتي قال فيها: إن اليابان ترى في «اجتياح الصين المحتمل لتايوان» تهديداً لليابان، مما يستوجب الرد من قبل طوكيو. يقول الخبير في مقال «غلوبال تايمز» أن اليابان لا تعتبر بلداً مستقلاً، ولن تجرؤ على مواجهة الصين بمفردها حسب المقال، وأضاف الصحفي والخبير العسكري «إذا تورطت اليابان عسكرياً في مسألة تايوان، فستكون كمن يحفر قبره بيديه. القدرات العسكرية اليابانية مقيدة بشكل كلي من قبل الولايات المتحدة، وليست لديهم أيّة قوات قتالية مستقلة. من السهل على الجيش الصيني شلّ الجيش الياباني، وستبقى اليابان بلا حول ولا قوة في أيّة مواجهة مع الصين» مؤكداً: أن السلوك العدواني لليابان لن يترك أمام الجيش الصيني سوى خيار الرد القاسي.
وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن موسكو تنتظر توضيحات من اليابان حول تحالفها العسكري مع واشنطن، وذكر في كلمة ألقاها في جامعة الشرق الأقصى الفيدرالية، أن اليابان أكدت في وقت سابق أنها لن تسمح بنشر أسلحة على أراضيها من شأنها أن تشكل تهديداً على روسيا، ويرى لافروف أن هذا ما تفعله اليابان الآن بالضبط.
تكمن المشكلة الكبرى في أن الولايات المتحدة تسعى وبشكلِ شبه معلن أن تؤجل مجابهة عسكرية مباشرة بينها وبين بكين، ولكنها تسعى لتوريط بعض الدول في الإقليم للقيام بهذه الأعمال القذرة التي تشكّل تهديداً حقيقياً للأمن في آسيا، وإن كانت اليابان تقلق من النفوذ الصيني المتزايد فطوكيو تنسى أن ما يقلقها فعلياً، هو أن تفرض مستعمراتها السابقة شروطاً جديدة للعبة في المنطقة، فالصين التي عانت سابقاً من الاستعمار الياباني باتت قادرة اليوم أن تدافع عن نفسها وعن مصالحها، مما يجعل توريط اليابان في نزاعٍ خطر مع روسيا والصين أمراً شديد الخطورة حتى على اليابان نفسها.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1026