استهداف الوجود الأمريكي في العراق مستمر
رغم الهجمة الأمريكية على الحدود العراقية السورية الأسبوع الماضي، والتي جاءت رداً على الهجمات السابقة تجاه قواتها، تستمر عمليات المقاومة من دون تأثير.
بعد استهداف قاعدة عين الأسد الأمريكية بـ 14 صاروخاً وإصابة 3 من العسكريين الأمريكيين، وذلك نقلاً عن بيان صحفي لقوات التحالف الدولي صدر من العقيد مارتن واين، تم استهداف حقل عمر في سورية الذي يضم أيضاً قاعدة أمريكية، وتعرض رتلان تابعان للتحالف الدولي في محافظتي ذي قار والأنبار إلى استهداف بالعبوات الناسفة، وجرى أخيراً استهداف السفارة الأمريكية في بغداد بـ 3 صواريخ يوم الخميس، كما أنه قد سبق ذلك استهداف مطار أربيل الدولي عبر طائرات مسيرة أدت إلى توقف الملاحة به.
وبالتوازي مع ذلك، تستمر عمليات استهداف أبراج الطاقة الكهربائية في البلاد ومحاولة السلطات الحكومية على حمايتها وإحباط وتفكيك بعضاً منها.
ومن بين قوى المقاومة في العراق، أصدرت «كتائب حزب الله» بياناً جاء فيه أن «قتال جيش الاحتلال هو قرار عراقي خالص، لا دخل لأي طرف خارجي فيه، ولن يتوقف إلا بانسحاب آخر جندي من القوات المحتلة» متابعاً بأن «المقاومة بجميع أشكالها حق طبيعي للشعب العراقي، وغايتها إجبار الاحتلال على الانسحاب وتنفيذ قرار البرلمان العراقي».
من الجدير إعادة التذكير بالقرار البرلماني الصادر في بدايات عام 2020 والذي ينص على خروج جميع القوات الأجنبية من العراق، والذي يجري به تقدم بطيء جداً من قبل الحكومة العراقية، ومحاولات الالتفاف عليه عبر الفصل بين «القوات القتالية» والعناصر العسكرية الأمريكية «التدريبية» أو «الاستشارية»، فبينما تحاول الحكومة عبر هذا الفصل إخراج ما يسمى بـ «القوات القتالية» فقط، يؤكد العراقيون وقوى المقاومة على خروج جميع العسكريين الأجانب بلا استثناء.
وقد قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، جون كيربي، أثناء مؤتمر صحفي له، بأن الولايات المتحدة تشعر بقلق عميق من الاعتداءات التي يجري تنفيذها، مضيفاً «إنهم يستخدمون أسلحة فتاكة. لا أعرف كيف يمكن وصف ذلك إلا بأنه تهديد خطير»، ويختلف عدد من المتابعين على تفسير غاية هذه الأقوال، فبينما اعتبرها البعض تمهيداً لضربات عسكرية أخرى تشكل رداً على هجمات المقاومة، يرى آخرون بأنها تبريراً وتمهيداً نحو الانسحاب الأمريكي الكامل من العراق خلال الفترة المقبلة، وهو ما نزعم أنه سيجري، بالتوازي مع الخط العام بالتراجع الأمريكي دولياً وانسحاب قواتهم، مثلما جرى في أفغانستان مؤخراً.
وعلى المستوى السياسي داخلياً، فلا تظهر أية إشارات حتى الآن من أية قوى على طرح مشروع تغيير حقيقي على المستوى الوطني الشامل يمثل مطالب العراقيين وانتفاضتهم المستمرة، مما يفتح المجال– إذا ما لم يتمكن العراقيون من إنتاج قوى سياسية جديدة في الوقت المناسب– إلى إضاعة المزيد من الوقت واستمرار المنظومة الحالية بما تفرزه من أزمات.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1026