ماكرون... تحركوا قبل أن نخسر مستعمراتنا!
في تصريحات للرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، أكد فيها أن مسألة اللقاحات ضد فيروس كورونا يجب أن تعتبر مسألة «صحة عامة» وليست لعبة قوة، ولذلك دعا ماكرون الدول الأوروبية لإرسال ما يعادل 3-5% من الكميات المتوفرة من اللقاحات التي بحوزتهم للقارة الإفريقية. لكنه لم يستطع أن يخفي السبب الحقيقي وراء هذا الطلب!
فماكرون أبدى قلقه بعدة مناسبات من قدرة الصين وروسيا على تأمين الطلب على اللقاحات في إفريقياـ لذلك اعتبر الرئيس الفرنسي أن من واجب الدول الأوروبية منع الصين وروسيا من تعزيز مواقعم في إفريقيا، عبر سيطرتهم على سوق اللقاحات، وعلى الرغم من أن الرئيس لم يعارض علناً أن تشتري الدول الإفريقية اللقاحات الصينية والروسية، لكنه أكد أولاً: على ضرورة أن تكون هذه اللقاحات آمنة! وأضاف مؤخراً: إن الدول الغربية لن تستطيع منع إفريقيا من شراء هذه اللقاحات، إن لم يؤمن الغرب البدائل المناسبة.
تشكّل هذه التصريحات أحد أشكال «الحرص الغربي» على صحة القارة المنهوبة، فأوروبا التي استعمرت إفريقيا لقرونٍ مضت، لا تستطيع اليوم أن تمنع الصين من بناء شراكات مختلفة مع المستعمرات الأوروبية السابقة، وإن كان ماكرون حريصاً فعلاً على تأمين اللقاحات للشعوب الإفريقية لا «للـ 10 ملايين مواطن فرنسي في إفريقيا» الذين خصهم في تصريحاته، فلا يفترض أن يبدي هذا القدر من التحفظ حيال مصدر اللقاحات، فالرئيس الفرنسي لم يستنكر دعوة بعض الأطباء الفرنسيين اختبار اللقاحات على الأفارقة في بداية الجائحة، فلماذا يقلق إلى هذه الدرجة اليوم؟
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1006