تطورات ليبيا والحل السياسي
ملاذ سعد ملاذ سعد

تطورات ليبيا والحل السياسي

يمضي الملف الليبي نحو المزيد من الحلحلة رغم وجود عددٍ من العوائق والاتهامات المتبادلة بتسيير الاجتماعات ذات الصلة لمصلحة أطرافٍ على حساب أخرى منها، لكن ذلك لا يزال ثانوياً أمام أولوية توحيد السلطة والدولة الليبية بعد كل انقساماتها.

لعل من أهم المجريات الأخيرة كان تطبيق مصرف ليبيا المركزي في 03 من الشهر الجاري سعر صرف موحد جديد في كافة انحاء البلاد، كان قد جرى الاتفاق عليه بين الفرقاء الليبيين، وبلغ 4,84 دينار للدولار الأمريكي، ثم في تاريخ 15 من الشهر أعلن الوكيل المكلف لوزارة المالية والتخطيط التابعة للحكومة المؤقتة في ليبيا، أمراجع غيث، عن توحيد الميزانية العامة لسنة 2021 وإعدادها خلال أسبوعين تقريباً.

وإن هذين الإجراءين لهما أهمية كبرى تتعلق بالربط المالي والاقتصادي لكافة المناطق الليبية، بوصفهما أحد الأساسات التي لا بد منها لبناء دولة موحدة عليها.

مبعوث دولي جديد

في منتصف الشهر الجاري وافق مجلس الأمن الدولي على تعيين يان كوفيش مبعوثاً للأمم المتحدة إلى ليبيا، بعد نحو عام من استقالة المبعوث السابق، وخلفاً للمبعوثة بالإنابة خلال هذه الفترة ستيفاني ويليامز... إن تعيين مبعوث جديد رسمياً الآن يعني رفع مستوى الجدية بالتعاطي مع التسوية الليبية دولياً، إلا أنه وبنفس الوقت قد يسبب عرقلةً في أروقة عمل الأمم المتحدة لمسار ويليامز الذي كانت قد ابتدأته ودفعت به، سواء عبر إجراءات استلام المبعوث الجديد، أو عبر مواقف الأطراف المتشددة الليبية التي قد تتذرع بهذا التغيير، فرغم العديد من الملاحظات والانتقادات على فترة ويليامز بدورها واصطفافها ليبياً ودولياً، التي لم يكن أقلها اتهامها بالتحيز لأمريكا، ولتيار الإسلام السياسي ليبياً، إلا أنها دفعت بشكل جديّ نحو جلوس الليبيين إلى طاولة مفاوضات واحدة، بمختلف المسارات العسكرية والاقتصادية والسياسية بضغطٍ روسي أولاً.

خطوات نحو التسوية

لقد انطلقت يوم الثلاثاء الماضي اجتماعات «المسار الدستوري الليبي» بين وفدي مجلسي النواب والأعلى للدولة الليبية في مصر، برعاية الأمم المتحدة لمناقشة «القاعدة الدستورية المستقبلة» في ليبيا قبل أن يتوصلوا إلى اتفاقٍ مشتركٍ رحبت به الخارجية المصرية في بيانٍ لها، كما أعلن «ملتقى الحوار السياسي الليبي» عن موافقته على مقترح لآلية اختيار السلطة التنفيذية للفترة التحضيرية قبيل الانتخابات المزمع إجراؤها بشهر كانون الأول... وفي يوم الخميس قالت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، بأن الترشيحات لقيادة «حكومة انتقالية موحدة» جديدة يجب أن تتم في غضون أسبوع، وأن يجري التصويت على المرشحين في أوائل شباط.

ثغرة لا بد من معالجتها

تمضي العملية السياسية حالياً بين الفرقاء الليبيين الرئيسيين من حكومة الوفاق الوطني (السراج) ومجلس النواب (عقيلة صالح) إلّا أن هذه الأطراف لا تمثل لوحدها جميع القوى السياسية الليبية، وقد أشار نائب وزير الخارجية الروسية إلى هذا الأمر بدعوته إلى ضرورة مشاركة جميع الأطراف السياسية في الحوار الوطني الليبي، بمن فيهم خليفة حفتر، والتيار المناصر للرئيس القذافي السابق، لضمان عملية انتخابية سليمة مستقبلاً.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1002