اليمن: بدأوا الخرق ثم تباكوا!
بعد أن فشل «اتفاق الرياض» الذي جمع الأطراف اليمنية، أواسط الشهر الماضي، وعودة المعارك العسكرية في اليمن، حقق الحوثيون المزيد من التقدم الميداني والسياسي، ليبدأ عويل الأطراف التي تدور في فلك السعودية وواشنطن حول هذا الأمر مطالبين بوقف الأعمال القتالية التي بدأوا بخرقها في الاتفاق أساساً!
الخطوات الميدانية
في خطوات التصعيد المتبادلة، جرت محاولة لاغتيال وزير الدفاع اليمني، محمد علي المقدشي، توفي على إثره ستة جنود، وقام الحوثيون في 21 شباط باستهداف شركة «أرامكو» السعودية وعدة مواقع أخرى في الداخل السعودي بـ 12 طائرة مسيرة و3 صواريخ أحدها باليستي، رداً على خروقات وتصعيد قوات التحالف العربي، وأدّعت الأخيرة اعتراض السعودية للصواريخ الباليستية.
في اليوم التالي أعلن الحوثيون عن تصدي دفاعاتهم الجوية لطائرات حربية تابعة للتحالف العربي في محافظة صنعاء و«تم إجبارها على مغادرة الأجواء قبل تنفيذها أية مهام عدائية». ثم أعلنوا عن تقدمٍ ميداني جديد في محافظة الجوف الحدودية مع السعودية، وقاموا بعمليات اعتقالات لقيادات عسكرية واسعة في وزارتي الدفاع والداخلية باعترافٍ من وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني. وبعد أسبوع أعلن الحوثيون سيطرتهم على محافظة الجوف.
مواقف ملتبسة
إثر تصاعد الأحداث، وجهت «حكومة الإنقاذ الوطني» التابعة لجماعة «أنصار الله» الحوثية انتقادات إلى عمل ودور المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث، متهمة إياه بـ«الانحياز» جرّاء صمته عن معرقلي الاتفاق، وعدم مطالبته بمحاسبتهم، ممّا شجع دول التحالف العربي على «الاستمرار في التصعيد» مما يظهر «انحيازه لصالح دول التحالف».
وبعد الهجوم الحوثي على أرامكو، تراجع المجلس الانتقالي في اليمن عن موقفه السابق لينفي انسحابه من اللجنة المشتركة لتنفيذ بنود اتفاق الرياض، على الرغم من مغادرة وفده التفاوضي السعودية قبل شهر مما أوضح في حينه موقف المجلس المعرقل.
وبعد تقدم الحوثيين باتجاه الجوف، تبنى مجلس الأمن الدولي قراراً تمدد بموجبه العقوبات الدولية على اليمن، بامتناع من روسيا والصين عن التصويت، فيما رحَّبت الحكومة اليمنية بالقرار. وبعد سيطرة الحوثيين على محافظة الجوف بالكامل، وبوادر بامتدادها إلى محافظة مأرب المجاورة، دعا مارتن غريفيث لوقف العمليات العسكرية بين الحوثيين والتحالف العربي عبر «وقف فوري وغير مشروط» لعرقلة التقدم الحوثي.
الموقف الروسي
قال نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، فلاديمير سافرونكوف، في كلمة له خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي في 18 شباط بأن الشهر المقبل سيكون الذكرى الخامسة لبدء الحرب في اليمن، ومؤكِّداً: «يجب أن نضع حدّاً لهذا النزاع، وأن تشجع هذه الذكرى المأساوية جميع الأطراف اليمنية على الانخراط في عملية سياسية شاملة، لإيجاد حلول وسط لقضايا التسوية الأساسية».
وأشارَ المندوب الدائم، فاسيلي نيبينزيا، حول سبب امتناع روسيا عن التصويت الأخير إلى ضرورة «ألّا يتم التركيز على العزل والضغوط والبحث عن مسؤولين، بل على جهود منسقة حقيقية للبحث عن سبل حلّ الأزمات» وهو ما تسعى إليه روسيا في الملف اليمني، نحو تسوية عملية.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 957