من جوانب الفساد العالمي
كتبت جريدة «بيريميوم تايمز» في 11/11/2018 بعنوان «كيف تشجع الكنائس النيجيرية على الفساد»، وكشف الرئيس النيجيري السابق أولوسيجون أوباسانجو في أحد المؤتمرات الكنسية: إن أنشطة قادة الكنائس تساهم في قضايا الفساد في جميع أنحاء البلاد.
أوضح أوباسانجو كيف تتشكل ثورات رجال الدَّين عن طريق «تقديم الهدايا». وأضاف أن اكتشاف النفط والغاز الطبيعي كانا حدثين رئيسين زادا من الممارسات الفاسدة في البلاد، وهو نفسه لم يستطع مواجهة فساد رجال الدِّين في فترة رئاسته 1999-2007.
لم يكن حال جنوب إفريقيا والكاميرون أفضل من نيجيريا حسب تقرير الشفافية الدولية لعام 2010، وتورط رجال الدِّين في تزوير الحسابات البنكية وغسيل الأموال والاحتيال والمحسوبية والصفقات المشبوهة وغيرها.
نشرت الصحافة العالمية خلال السنوات العشر الأخيرة ملفات كثيرة حول رجال الدِّين والفساد العالمي، وكتبت أن التوسع في التجارة الدولية والمنافسة العالمية الحرة قد ترافق مع نمو الفساد في العالم، وكشفت العديد من الصحف أسرار الامتيازات المالية للمؤسسات الدِّينية.
كشفت تحقيقات جريدة «واشنطن بوست» «الغش المزدهر في الكنائس الأمريكية» وصنفته ضمن ملف «الاحتيال في المنظمات غير الربحية»، وكتب الصحفي والمحاضر الأمريكي والتر بافلو المتخصص في جرائم «ذوي الياقات البيضاء» كما سمّاهم، إن هذا الاحتيال يبدأ بالسماح للمؤسسات الدِّينية ممارسة نشاطها عبر الإعفاء من ضريبة الدخل الفيدرالية، بينما كشفت «نيويورك تايمز» سرقات بملايين الدولارات في الكنائس والأبرشيات، إضافة إلى التزوير والاحتيال وتصيّد الناس المتزايد في المؤسسات الدِّينية الأمريكية والمتضخم منذ ثمانينات القرن العشرين.
جاء في التقارير التي كتبها ديفيد جونسون منذ الثمانينات حول جرائم المؤسسات الدينية الأمريكية: حصدت المؤسسات الدِّينية العالمية أكثر 594 مليار دولار عن طريق الهِبات والتبرعات والهدايا والاحتيال وغير ذلك، وكشف سرقات فيها تصل إلى حد 37 مليار دولار. وأكد جونسون أن 95 % من عمليات الفساد داخل الكنائس لا يتم كشفها، و66 % منها لا يتم الإبلاغ عنها. وتحدثت تقارير إضافية عن الطبقية ووجود كنائس لا تقبل في عضويتها إلا من طبقات معينة، في توزيع اجتماعي للاحتيال، كما أصبحت عضوية الكنائس أشبه بعضوية حزبية في بعض المناطق، وفي مناطق أخرى أصبحت مجالاً للإثراء والامتيازات المالية. كما أصبحت من أدوات الهيمنة على الطبقات العاملة في بلدان العالم.
شاهد الناس في العالم بين فترة وأخرى، تقارير تلفزيونية حول الفساد الأخلاقي، الاعتداءات الجنسية في المؤسسات الدِّينية الأمريكية والأوروبية وغيرها. وما خفي أعظم، إذ لا تكشف كل الجرائم التي تحدث، ويستفيد رجال المؤسسات الدِّينية من استغلال موقعهم المهيمن مالياً وروحياً في تنفيذ جرائمهم.