(300 نوبة» أصابت قلب الكيان وحلفائهِ
رُغم انعدام جدوى ضربات كيان العدو الصهيوني بالمعنى السياسي على مجرى الأحداث في سورية، إلّا أنه مع التطورات الأخيرة بعد إسقاط الطائرة الروسية (إليوشن-20»، واستلام الجيش السوري لمنظومة الدفاع الجوي (S300» من روسيا، قُصّت أجنحة (الأداة الإسرائيلية» عن سورية عسكرياً لتُصبح قرب الصفر.
على خلفية الاتفاق الروسي- التركي حول إدلب، وعلى عادة الأمريكي بمحاولات العرقلة وتعقيد الأوضاع، حرّك أداته الإقليمية بتصرف متهور وخاطئ، ليمسّوا الجانب الروسي، الذي نفذّ وعوده وتهديداته، ورفع من إمكانية الدفاعات الجوية السورية، لتبدأ المناحات (الإسرائيلية» هنا وهناك، بالتصريحات والصحف والشاشات عبر مختلف الأشكال:
(روسيا نشرت منظومة S300 سابقاً»
هذا ما قاله وزير التعاون الإقليمي لكيان العدو تساحي هنغبي، في محاولة منه لتسهيل الصدمة على النفوس، حيث يشير في كلامه إلى منظومة الدفاع الجوي الروسي في قاعدة حميميم العسكرية للدفاع عنها، أي: التي كانت خاضعة للقرار الروسي بجانبه العسكري وتُعنى بها القاعدة الروسية فقط، في محاولة من هنغبي المتحذلق أن يصوّر لمستمعيه بأن اعتداءات الكيان في الفترة السابقة كانت تتم بوجود دفاعات ((S300 أساساً... إلّا أنّ نوع وعدد وكيفية توزيع وانتشار منظومة الدفاع التي بات يمتلكها الجيش السوري هي شيءٌ جديد، وهي اليوم بقرار الجيش السوري نفسه، وإمكانية استخدام هذه المنظومة للدفاع عن أيّ معتدٍ على أراضيه هي أيضاً بقرار السوريين دون غيرهم... لذا لا، لم يكن هنالك ((S300 سابقاً.
(مقاتلات الشبح F35»
يحاول هنغبي أيضاً، وبعض المتحذلقين الآخرين أشباهه، أن يوهمونا بأنهم يملكون سلاح جو أفضل يتفوق على ((S300، وهي على وجه التحديد مقاتلات (F35» الأمريكية، التي لا يمكن أن تُلتقط بالرادارات وبإمكانها تدمير هذه الدفاعات... وهذا صحيح، (S300» ليست دفاعات ما فوق الطبيعة، إلّا أن للخبراء توضيحاً يكشف اجتزاء هذه الادعاءات، فـ(F35» بإمكانها تفادي بطارية واحدة وتدميرها من دون رصد البطارية لها، ولكن ليس شبكة منها، هذه مجازفة.
(لن يعمل بها السوريون قبل شهور»
إضافة إلى ما سبق، تحاول أبواق العدو الطبطبة على أكتاف بعضها البعض، بالقول: إن مدّة تدريب الجيش السوري على استخدام هذه الدفاعات تحتاج حوالي الشهرين، وكأنهم يدعون بعضهم إلى تكثيف اعتداءاتهم قبل إتمام ذلك، الأمر غير المستبعد حصوله بدفعة من الجانب الأمريكي، وبالترافق مع حملة إعلامية دعائية واسعة بعنوان يشبه (فشل S300» مثلاً، ليربحوا انتصاراً إعلامياً زائفاً يخفون به هزيمتهم كالعادة.
(إسرائيل تواجه خطراً أكبر من S300 في المنطقة»
يقول المثل: (إذا ضرسك واجعك، اقرص رجلك لتنساه» يحاول (الإسرائيليون» التخفيف من ألمهم عبر الإشارة إلى ألم آخر وهو إيران و(حزب الله»، بالتزامن مع التصريحات (الإسرائيلية» حول التركيز على مواجهة النفوذ الإيراني في العراق ولبنان، بعد أن نُتف ريشهم من سورية، ولكن إستراتيجياً فإن منطق الحلول وتعزيز منظومة الردع لن يتوقف عند سورية، بل سيمتد إقليمياً مدعوماً بالتغيّر في موازين القوى الدولية، ومن يعلم فقد يستلم اللبنانيون S400»» مثلاً، طالما أن روسيا لا تحتكر صناعاتها العسكرية المتطورة، ولا تضع العراقيل أمام نشرها حول العالم.
الأمريكي يخسر أداة أُخرى
بعد خسائر واشنطن السياسية في سورية، وغياب دورها عن المشهد الإقليمي الذي باتت ترسمه بشكل أساسي ترويكا أستانا بوصفها الدول الضامنة اليوم، وبعد سحب الذرائع منها، مثل: (مسرحيات الكيميائي» التي تتيح لها استخدام قوتها العسكرية لعرقلة التقدم في منحى الحل السياسي، بالإضافة إلى عمليات فصل التنظيمات الإرهابية التي تشكل أداة داخلية لها والقضاء عليها، ومع تعمق أزمة واشنطن المالية والاقتصادية، يأتي أخيراً شلل أداتها الإقليمية عن سورية لتُصبح أكثر بُعداً عن إمكانية تأثيرها على مجرى الحل السياسي وتعقيد الأزمة... ليبقى لديها أداة واحدة ذات تأثير نسبي وهي (المنظمات غير الحكومية» التي تتكاثر هنا وهناك بتسهيلات من عدة أطراف متشددة توافقهم المصلحة ذاتها: إطالة أمد الأزمة.
سورية لن تقف عند (S300»
امتلاك السوريين للدفاعات الجوية الجديدة لا يعني على الإطلاق أن العدو الصهيوني بات تهديده صفراً وبإمكاننا تجاهله، بل على العكس، اليوم وأكثر مما مضى على السوريين أن يركزوا ويُجهزوا عليه وهو في أضعف حالاته، الأمر الذي سيبدأ على التوازي مع بدء عملية التغيير عبر تطبيق القرار 2254 الضامن لسيادة ووحدة الأراضي السورية، وبوحدة الشعب السوري، وصولاً للقبض على قلب هذا الكيان.