«إضراب الكرامة»: المواجهة تتواصل
مالك موصللي مالك موصللي

«إضراب الكرامة»: المواجهة تتواصل

يدخل إضراب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني أسبوعه الرابع، وسط ازدياد أعداد المضربين في الأسبوع الثالث، ليصل إلى 1800 أسير، يلقون الدعم من عشرات آلاف الفلسطينيين في الضفة والقطاع وأراضي 48.

 

أفاد مكتب الهيئة القيادية للأسرى: أنّ مصلحة سجون الاحتلال قررت تحويل «قسم 25» داخل سجن النقب، إلى مشفى ميداني لنقل الأسرى المضربين عن الطعام الذين تتردى أوضاعهم الصحية بدلاً من نقلهم إلى المشافي داخل الأرضي المحتلة...

معركة الإطعام القسري

في هذا السياق أوضح المكتب: أن التعليمات داخل «مصلحة السجون»، تقضي باستيعاب الإضراب داخل أسوار السجون، وتقديم المساعدة المطلوبة لـ«مصلحة السجون» من قبل شرطة الاحتلال في حال استدعت الحاجة لها.

هذه الإجراءات التي يتبعها كيان الاحتلال للضغط على المضربين، تبعتها تجهيزات الاحتلال لعمليات «الإطعام القسري» للأسرى، بعد تردي الحالة الصحية للعشرات منهم، وتزايد أعداد المضربين في الأيام الأخيرة، ما يعني دخول إضراب الأسرى مرحلة متقدمة من المعركة، من شأنها ليس فقط إعطاء الأسرى حقوقهم، بل الأهم هو: استمرار حشد وتصعيد النضال خارج أسوار السجون، في الضفة الغربية، وأراضي 48، وهو ما تؤكد عليه تصريحات قادة الإضراب في سجون الاحتلال، باعتبار «إضراب الكرامة» معركة تجري في سياق المعارك التي يحتاجها الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة.

صدى الإضراب!

في اليوم الثامن عشر من الإضراب، الموافق 4/أيار الحالي، انضم 50 أسيراً من قيادات العمل الوطني الفلسطيني للإضراب عن الطعام، حسب ما أوردته النشرة اليومية الصادرة عن اللجنة الإعلامية المنبثقة عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني.

وفي استمرار للتصعيد الشعبي في الضفة، اعتقلت قوات العدو فجر الأربعاء، 3/أيار الحالي، أربعة مواطنين خلال اقتحامات ومداهمات لمناطق متفرقة في الضفة الغربية، أبرزها في بيت لحم، وذلك إثر مواجهات بين شبان فلسطينيين ودوريات العدو، هذه الاعتقالات تكررت في الأسبوع الأخير بأعداد متزايدة، في الخليل ونابلس وقلقيلية وجنين، ومن بين المواجهات ذكر مصدر في وزارة الصحة فجر الخميس 4/أيار، أن جيش الاحتلال اقتحم مشفى رام الله الحكومي وسط الضفة، وأطلق الرصاص الحي والقنابل الدخانية، مما استدعى تصدي عشرات الشبان لقوات الاحتلال بالحجارة، تبعتها مواجهات في «مخيم قدورة» وسط المدينة بعد مداهمة الجنود لأحد المنازل.

وعن الوقفات الاحتجاجية تضامناً من الأسرى، احتشد الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني 3/أيار، في مسيرة الحرية والكرامة أمام ميدان «نيلسون مانديلا» في رام الله، بينما شارك العشرات في وقفة تضامنية أمام سجن «إيشل» قرب بئر السبع في النقب، إسناداً للأسرى المضربين. وفي الخليل، أقيمت مظاهرة كبيرة ومهرجان شعبي شارك فيهما الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني.

الجدير بالذكر: أن الحراك الشعبي في الضفة الغربية، لم يتوقف منذ أشهر، ويأتي إضراب الكرامة كمحفز وفرصة سانحة لرص الصف الوطني، وخلق أشكال جديدة من المواجهة الميدانية والسياسية مع الكيان الصهيوني، وهو ما بدا ممكناً، انطلاقاً من الهبة الشعبية، بعيداً عن إدارة الفصائل التقليدية التي بات جزءٌ مهمٌ منها عائقاً أمام تحقيق أهداف النضال الوطني.

 

معلومات إضافية

العدد رقم:
809