وول ستريت: 6700 مليار دولار تبخرت..!!

الأسابيع الأخيرة في وول ستريت تعد الأسوأ منذ انهيار 1987، فمؤشر داو جونز فقد 30% من قيمته ووصل إلى ما تحت 8000 نقطة، وظهرت علائم ارتباك وبلبلة في البورصة، فما يجري اليوم؟.

وحسب رأي الكثيرين ليس مجرد تعديل في أسعار الأسهم وإنما أزمة عميقة. إن المؤشر الأهم SB 500  الذي يجمع مؤشرات 500 شركة أمريكية هامة فقد 50% من قيمته خلال 28 شهراً وهذا لم يحدث منذ الأزمة البترولية 73 ـ 74. ولأول مرة منذ الأزمة الكبرى في أعوام الثلاثينات يواصل هذا المؤشر هبوطه للسنة الثالثة على التوالي. وإذا أردنا أن نعرف عمق المشكلة الحالية يمكن أن نتصور أن هذا المؤشر لن يعود إلى سابق عهده قبل عام 2011، هذا إذا ما استطاعت البورصة أن تعود إلى مستوى ارتفاعها السنوي 7% وهو وسطي القرن الماضي. وقد أشار توماس ماكمانوس مسؤول استراتيجية التوظيفات في بنك أمريكا إلى رقم 6700 مليار دولار التي كانت مجرد ثروة افتراضية تبخرت في الهواء منذ آذار 2000.

وصرح اقتصادي أمريكي معروف «بيرون واين» أن الثقة بالأسهم قد زالت، التي كانت تؤمن أرباح للمستثمرين أعلى من التوظيفات الأخرى ولكن تبين أن أرباحها ليست أتوماتيكية وتحمل مخاطر كبيرة فالأسهم يمكن أن تستمر بالانخفاض لمدة سنوات وهذا الدرس قد تعلمه المستثمرون في أعوام الـ30 والـ70 واليوم يتعلمه مستثمرو الـ 90.

ليس فقط 80 مليون مستثمر أمريكي قد زالت أوهامهم، وإنما لديهم شعور بأنهم قد خدعوا، لقد كانوا يثقون بمدراء المؤسسات وبنتائجها وبالتحليلات وبالبنوك وب… السوق، وكانوا يعتقدون أن البورصة هي الطريق الأسرع نحو الثروة وأن آلان غيرينسبين رئيس البنك الفدرالي موجود دائماً لمواجهة الأزمات كما فعل في عام 1987 ـ 1998.

لقد كان شراء سهم عمل يحمل الثقة بالمجتمع وببورصة الاقتصاد، ولكن اليوم يعتقد المستثمرون الصغار أن مدراء المؤسسات قد اغتنوا على حسابهم والسيد جورج بوش لم يكن بمقدوره أن يعيد الثقة بالنظام، لقد كانت وعود جورج بوش الأخيرة خلبية والبيت الأبيض أصبح لا ثقة فيه.

إن أساس ازدهار المجتمع الأمريكي خلال عشر السنوات الأخيرة مهدد. الأزمة المالية باستمرارها ستدمر الثروات الخاصة الصغيرة، وستحدث أضراراً كبيرة بالاقتصاد.

 

إن نفقات الأمريكيين تمثل ثلثي الناتج المحلي الصافي الأمريكي وبنتيجة الأزمة سيتراجع الاستهلاك مما سيخلق وضعاً أسوأ  من عام 1930 لقد بدأ السباق ضد الزمن في وول ستريت الذي حسب كل المؤشرات سيكون خاسراً.

معلومات إضافية

العدد رقم:
180