بوش يقول:إن اقتصاد بلاده «كله تمام وفي السليم»!! المستهلكون الأمريكيون يحجمون عن الشراء

 في حدث يراه معظم الأمريكيين أنه للاستهلاك الانتخابي، وأمام منتدى اقتصادي «قيل» إن حشده يمثل معظم قطاعات الشعب الأمريكي قال الرئيس الأمريكي جورج بوش إن اقتصاد بلاده «حقق بعض التقدم لكن ما يزال يتعين بذل المزيد من الجهد»…

وبينما تدل الوقائع على خلاف ما يزعم، أضاف بوش أنه مع نمو الاقتصاد بعد ركوده في العام الماضي فإن «مسار الأحداث أصبح في الاتجاه السليم.»!

بوش الذي كرر عناصر قديمة في سياسته الاقتصادية دعا الكونغرس إلى إقرار تشريع يجعل الحكومة سندا لشركات التأمين في حال وقوع هجوم آخر من شاكلة أحداث أيلول إلى جانب إلغاء الضرائب العقارية الاتحادية دائماً.

وحث الرئيس الأمريكي، القلق من تنامي جيش العاطلين عن العمل في بلاده، صناعة الاستثمار على إنشاء رقابة ذاتية تكون «مكملاً» للحملة الحكومية التي شنها مؤخراً على المخالفين في الشركات، كما حثها على العمل لاستعادة الثقة في الأسواق التي هزتها فضائح الفساد في الشركات الأمريكية الكبرى.

وحضر المنتدى الذي عقد في جامعة بايلور لمدة نصف يوم فقط في واكو بولاية تكساس وتضمن ثماني حلقات مستديرة قرابة 250 شخصية من المديرين التنفيذيين وأعضاء النقابات وصغار المستثمرين وكبار المسؤولين والطلبة والباحثين الذين تناولوا قضايا توفير فرص العمل وإنعاش الاقتصاد بالإضافة إلى التجارة والرعاية الصحية، حيث تولى بوش إدارة إحدى الجلسات وحضر ثلاثة أخرى في حين تولى وزير خزانته إدارة ثلاث جلسات ونائبه ديك تشيني إدارة الأربع المتبقية، وهو ما يعكس حجم قلق قادة البيت الأبيض من تباطؤ أداء الاقتصاد الأمريكي ومحاولة الإدارة الأمريكية نفخ الثقة الداخلية الخارجية فيه، إلى جانب إظهار اهتمام البيت الأبيض بهذا الاقتصاد المتأزم كإظهاره للاهتمام بما يسميه بحملة مكافحة الإرهاب..

وجاء منتدى واكو قبيل عقد المجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) الأمريكي لاجتماع قيل إنه يستهدف تهدئة أعصاب الأمريكيين دون تقويض المشروعات الصغيرة وثقة المستهلكين وذلك في «مواجهة انتعاشة اقتصادية متعثرة وازدياد المخاوف من عودة الاقتصاد للركود» حيث يتوقع أن يبقي صناع سياسة مجلس الاحتياط الفيدرالي معدلات الفائدة على مستواها القائم منذ أربعين عاما..

وتفيد الأنباء أن معظم المراقبين يعتقدون أن المجلس المذكور سيغير من تقييمه للمخاطر التي يواجهها الاقتصاد الأمريكي من تقييم محايد إلى تحذير من ضعف قائم، وذلك في محاولة لإبلاغ رسالة مفادها أنه يراقب الوضع ويستعد للتحرك، وذلك بالتزامن مع تراجع إقبال المستهلكين على الشراء ومع انخفاض جديد في الأسهم الأمريكية أحدثه وصول دعاوى الإفلاس إلى مجموعة يو إس أيرويز سادس أكبر شركة طيران أمريكية بعد مكاسب قوية حققتها مؤخراً…

 

وبينما ينهمك اقتصاديو البيت الأبيض في الحديث عن انتعاشة بطيئة وتفسيراتها مع مؤشراتها الشهرية والربعية وجد مايك موران كبير الاقتصاديين في مؤسسة دايو أمريكا أن التباطؤ في حزيران وتموز لم يكن جزءاً من قصة الانتعاش البسيطة كما قال حرفياً، تاركاً للبيت الأبيض محاولات استكمال السيناريوهات العسكرية في الخارج لتغطية الأزمات والعيوب الاقتصادية في الداخل… وللحديث بقية بالطبع…

معلومات إضافية

العدد رقم:
180