ما بين القمتين

نقلب صفحات إحدى الصحف العربية، لنقرأ لرئيس تحريرها، ما يمكن تسميته «صراخاً اقتصاديا».. فالكاتب الذي لا ينكر دور الأقدام في صناعة المال والزعماء، يذكر بالعصارات الهضمية في وقت تقلص فيه الوقت، ليصبح على قياس قد غرينتش اللندنية… ولغرينتش مزاجها الخاص، ولقمة مكافحة الجوع مزاج آخر..

رئيس الوزراء الإيطالي «بيرلو سكوني» الذي صعد إلى منصبه على أكتاف نادي أنتر ميلانو الإيطالي، والذي يستضيف قمة مكافحة الجوع، ومئات من المنظمات غير الحكومية ويتأرجح ما بين قمتين:
القمة سالفة الذكر، وقمة أخرى تجري اجتماعاتها ومداولاتها في ملاعب كوريا واليابان، وما يرصد للأولى، لا يرصد للثانية، مما يستدعي إنهاء اجتماعات الجوع  البشري في بضع ساعات. لمتابعة مباراة إيطاليا والمكسيك، بينما تدق غرينتش السادسة والنصف…
وحسب رئيس التحرير إياه، فإن ما ينفق على المونديال يفوق بما لا يقاس، ما دعت منظمة الفاو إلى رصده حتى العام 2015 لإنقاص عدد الجائعين 400 مليون جائع، ولاسيما أن الثمن التقريبي للاعبي الكرة 4 مليارات دولار، عدا «الجيل» الذي وضعه «بيكهام» على فروة رأسه المقدسة ليتقاضى 700 ألف دولار، لقاء ذلك.
قمة الفاو طالبت بعشرة بالمئة فقط، من اقتصاد المونديال، لإنقاذ مليار معدة، بينما المعدات العالمية جميعها، تنتظر المباراة القادمة، بعد أن اصبح من السهولة بمكان أن تضع علماً إنكليزياً أو أمريكياً أو سرلانكياً على شرفة بيتك!
بقي القول أن 1350 جائعاً يموتون أثناء كل مباراة، إذا ما استثنينا الوقت بدل الضائع، والشوطين الإضافيين…
نكرر: الكاتب لا يتخذ موقفاً شخصياً من الأقدام…

معلومات إضافية

العدد رقم:
178