ملايين الأفغان مهددون بالمجاعة.. والضحايا تواصل السقوط بسبب كشمير
على وقع قذائف الحرب الأمريكية التي لا تزال تمطر المناطق الأفغانية المتاخمة للحدود الباكستانية بحثاً عن فلول القاعدة وطالبان أكد جيمس موريس المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي الذي زار أفغانستان مؤخراً أن أكثر من تسعة ملايين أفغاني من اصل 25 مليوناً يعتمدون تماماً على مساعدات هذه الوكالة التابعة للأمم المتحدة، موضحاً أنها انتقلت إلى برنامج جديد مدته تسعة اشهر بهدف التحول التدريجي من مرحلة الإغاثة الطارئة إلى حالة إصلاح تشمل أنظمة الري في المناطق الريفية الجبلية التي تعاني من آثار ثلاث سنوات من الجفاف الشديد و23 عاماً من الحروب المتواصلة مما اضطر الفلاحين إلى بيع معظم ماشيتهم التي حالفها الحظ أساساً بالبقاء دون نفوق…
إلى ذلك ووسط أنباء تحدثت عن توسيع القوات الأمريكية لرقعة عملياتها العسكرية داخل المناطق الجبلية الممتدة بين أفغانستان وباكستان ولاسيما في إقليم وزيرستان الباكستاني تعرضت هذه القوات المعززة بعناصر الاستخبارات الأمريكية وأفراد من الجيش الباكستاني لهجومين بالصواريخ نسبا إلى عناصر القاعدة وطالبان في حين أسفرت معركة شهدتها إحدى مدن الإقليم معركة عن مقتل عشرة عسكريين باكستانيين واثنين قيل إنهما من تنظيم القاعدة…
وفي حين بدأت الاستخبارات الأمريكية بوضع خطة جديدة للبحث عن أسامة بن لادن، الذي سبق لمتحدث باسمه أن ظهر فجأة وبعد طول غياب وفي توقيت لافت ليؤكد أن «شيخه» لا يزال حياً ويهدد بشن ما وصفه بعمليات جديدة ضد أهداف أمريكية في الزمان والمكان اللذين تراهما القاعدة مناسبين، أفادت أحدث استطلاعات الرأي الأمريكية أن نصف الأمريكيين باتوا يعتقدون بأن الحرب الأمريكية في أفغانستان تواجه مأزقاً…
وإذا كان هؤلاء الأمريكيون يقعون تحت تأثير الرأي القائل بأن اشهراً طويلة من الضربات العسكرية الأمريكية التي غطت معظم المناطق الأفغانية لم تفلح في «القضاء» على «شبح» بن لادن و«رؤوس الإرهاب العالمي» وأن القوات البريطانية حليفة واشنطن أخلت مكانها بالكامل لصالح خليفتها التركية في رئاسة ما يسمى بقوة المساعدة الأمنية الدولية في أفغانستان قد يبدو الوجه الآخر لهذا المأزق المفترض هو خلق مبررات إضافية لتعزيز التوغل العسكري الأمريكي في المناطق الباكستانية ولاسيما في ضوء التطورات على الساحة الأخرى المتعلقة بالتصعيد العسكري الهندي الباكستاني بخصوص أزمة كشمير وشكل التدخل الأمريكي المنسجم ظاهرياً مع مطالب نيودلهي الخاصة بوقف تسلل المقاتلين الكشميريين من باكستان…
وفي هذا السياق فإن المسؤولين الهنود الذين تحدثوا عن إعادة فتح الخط الساخن بين المسؤولين العسكريين عبر خطوط الجبهة الهندية الباكستانية، باتوا يقرون بحدوث انخفاض في هذا التسلل ولكنهم ما زالوا يشترطون وقفه كلياً لسحب قواتهم من على الحدود الباكستانية ونزع فتيل المواجهة العسكرية المحتملة وذلك ضمن سلسلة شروط تملى أمريكياً وهندياً ودولياً على إسلام آباد ولا تجد حكومة مشرف مهرباً من تنفيذها بدرجة أو بأخرى لقاء الاحتفاظ «بالصداقة» المستجدة مع واشنطن…
إن هذه التطورات أتت في أعقاب سلسلة تفاعلات داخلية في كل من الهند وباكستان وخاصة في كشمير المقسمة بين البلدين، حيث تجددت أعمال العنف الطائفي في القسم الهندي من كشمير في حين لا يزال القصف المدفعي يتواصل على طول خطوط الجبهة… كما أنها تأتي في أعقاب سلسلة عمليات استهدفت المنشآت الأمريكية في داخل باكستان ولاسيما في المناطق الحدودية مع أفغانستان حيث تمتد القبائل المتمازجة بين البلدين والمناوئة للوجود العسكري الأمريكي في البلاد…
وهنا يبرز السؤال عما إذا كان هذا الاستهداف وفي هذا التوقيت يشكل رسالة تحذيرية تسبق أي تعزيز أمريكي في باكستان أو أي دخول إضافي على جزء آخر من حدودها ولاسيما في كشمير التي سبق للمسؤولين العسكريين الأمريكيين كما أشرنا في عدد سابق أن لاحظوا تواجداً لقوات القاعدة فيها، أم أن الاستهداف ذاته سيشكل الذريعة أمام واشنطن لتسويق هذا التدخل المنشود أمريكياً…
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 178