تتبدل الوجوه وتبقى السياسات على حالها سؤال يطرح بكثرة قبيل الانتخابات الأمريكية؟
مع من سنقف خلال الانتخابات الأمريكية القادمة مع المرشح الديمقراطي أم المرشح الجمهوري؟ تجتاح حمى الانتخابات الأمريكية، البلدان العربية. ماذا سيجني العرب من مرشح ديمقراطي وآخر جمهوري؟ ماذا سيجني العرب والفلسطينيون الآن من فوز المرشح الديمقراطي كيري في انتخابات الرئاسة؟.
في الانتخابات الأخيرة أعلن الكثير من العرب عن ترحيبهم بشكل علني عقب فوز جورج بوش، على آل غور، بكل بساطة وقتها كان العرب ساخطين على المرشح الديمقراطي آل غور بسبب تصريحاته المستفزة. بعد أن تم الكشف عن استعداده لتلبية حاجات إسرائيل حفاظا على قوّتها. ويوم أعلن عن فوز «بوش الابن» بالرئاسة، تبادل بعض العرب التهاني لهزيمة غور! وقبل أن يكمل بوش عامه الرئاسي الأول، أدركنا أن بوش هو غور. بل وربما؟ ربما كان غور أهون وأرحم!!
فعلى الأقل كانت الإدارة التي ينتسب إليها ـ أي إدارة كلينتون حين كان نائبا له ـ تتعامل مع الفلسطينيين بأسلوب أفضل، ويكفي أن نذكر أن تلك الإدارة فتحت أبوابها للسلطة الفلسطينية، في حين أن إدارة بوش الحالية التي هللنا بقدومها، تخلت عن عرفات، ووافقت ضمناً على عزله وحصاره.
ووصفت أشكال المقاومة الفلسطينية بالإرهاب! وأفرطت في استخدام سلاح الفيتو لصالح إسرائيل، مباركة خطاها حيث قال بوش صراحة: حدود 4 حزيران 67 غير واقعية وعودة اللاجئين غير مقبولة.
السياسة التي تتبناها الإدارة الأميركية الحالية، جعلتنا نتحسر على أيام كلينتون ونائبه «آل غور».
اليوم يتمنى أشخاص كثر الفوز لكيري وكأنه المنقذ.
ومع كل انتخابات يجري الحديث عن تطور الوعي العربي، ومع كل انتخابات أمريكية تضيع البوصلة، لتربط الأمور بشخص واحد، هو أحد المرشحين من دون البحث عن المحرك الحقيقي وهو في أميركا أولاً وأخيرا محرك اقتصادي مصلحي.
فليس أي من المرشحين، الديمقراطي أو الجمهوري، إلاّ معبر حقيقي عن قوى السوق الأمريكية، وفي الغالب قوى سوق السلاح، لكن الاختلاف الحقيقي يأتي في كيف تتمثل هذه المصالح. دون أن يغيب عن ذهن القارئ، الروابط مع الرأسمال المالي العالمي ((الصهيوني)) والذي له الكلمة الفصل.
إن الحقوق المسلوبة للشعوب لن يعيدها لا بوش ولا كيري. وللذين لم يتعلموا الدرس، نعرض موقف المرشح الديمقراطي جون كيري. فلقد تعهد حزبه صراحة بضمان أمن إسرائيل، وصار شعار الديمقراطيين لاسترضاء يهود أميركا والعالم يقول: «أمن إسرائيل هو أمن أميركا»!!
وتقول سوزان رائيس (كونداليزا رايس جديدة في إدارة كيري) مستشارة كيري للشؤون الخارجية: إن جون كيري كان صديقا كبيرا لإسرائيل خلال السنوات العشرين التي أمضاها في مجلس الشيوخ وسيبقى كذلك.
وأضافت: إسرائيل حليف حيوي ومهم لأميركا وان أمنها أمر أساسي لأمن الولايات المتحدة!فهل بعد ذلك نحبذ هذا أو ذاك؟ إن كليهما بوش وكيري لا يختلفان على حب إسرائيل وتدليلها. ولكن لكل منهما طريقته في حبها!!
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 228