النجف: لامحرمات في ظل الاحتلال وأعوانه!!
في متابعة لتطورات الموقف في مدينة النجف لحظة إغلاق تحرير هذا العدد..
يصل إلى النجف المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني الذي يتوقع أن يطرح مبادرته «لإنقاذ النجف من محنتها»، ولم يتّضح ما إذا كانت ستخدم الموقف المقاوم لمقتدى الصدر أو لحكومة الاحتلال الأمريكي برئاسة أياد علاوي..
وماتزال المعارك مستمرة بين عناصر المقاومة العراقية وبين قوات الاحتلال الأميركي التي طوّقت ضريح الإمام علي ومركزت عرباتها العسكرية على بعد أمتار منه..
وقال مساعد السيستاني، حامد الخفاف، «إن الملامح الأولى لمبادرة المرجع الشيعي تنص على «إعلان مدينتي النجف والكوفة خاليتين من السلاح وخروج جميع العناصر المسلحة منهما». وأضاف «تتولى الشرطة العراقية مسؤولية حفظ الأمن والنظام في أرجاء المدينتين وخروج القوات الأجنبية منهما».
كما تنص المبادرة على «تعويض الحكومة العراقية جميع المتضررين من الاشتباكات الأخيرة»، وتطالب بـ «مساهمة جميع القوى والقيادات الفكرية والاجتماعية والسياسية في خلق الأجواء المناسبة لإجراء التعداد السكاني ومن ثم إجراء الانتخابات العامة التي يمكن من خلالها استعادة السيادة الكاملة».
وكان مساعدو المرجع الشيعي حثوا العراقيين على الزحف نحو النجف، في دعوة سرعان ما رحّب بها مساعدو الصدر داعين أنصارهم للانضمام إليها. لكن الشرطة العراقية أبت إلا أن تردّ بالرصاص على تظاهرة سلمية لأنصار الصدر توجّهت من الكوفة إلى النجف استجابة لهذه الدعوة، فقتلت اثنين من المتظاهرين وأصابت خمسة آخرين بجروح.
وكان محافظ النجف، أعلن في وقت سابق أن قوات الأمن العراقية «اتخذت جميع الإجراءات الضرورية للحؤول دون دخول أية حشود إلى المحافظة» التي وصفها بأنها «منطقة عسكرية». وقد أقرّ المتحدث باسم الصدر، أحمد الشيباني، بأن المنطقة التي تسيطر عليها عناصر المقاومة «انحسرت بصورة كبيرة» في المدينة القديمة من النجف. وأضاف أن ستة مدنيين ومقاومين استشهدوا وأُصيب عشرون آخرون بجروح في الساعات الأخيرة.
وفي إجراء من حكومة العلاوي لإفشال المفاوضات مع مقتدى الصدر، جرى اعتقال الشيخ علي سميسم، وهو احد كبار معاوني الصدر، بعد أن كلف مقتدى الصدر الشيخ سميسم بإجراء المفاوضات.. وهو يتمتع بخبرة كبيرة..
واعتبر المتحدث باسم الصدر أن السيستاني قادر على القيام بالكثير لتسوية الأزمة نتيجة نفوذه الكبير، معرباً عن الأسف لأنه تأخّر في العودة الى العراق!!.
وضمن سياسة إعلان التفاوض وممارسة القمع، تشدّد قوات الاحتلال من ضرباتها على المدينة قبل وصول السيستاني... ومع توقعات غالبية المحللين الموضوعيين لتطورات الموقف في النجف، فإن هذه المفاوضات لن تثمر إلاّ كسباً للوقت في تشديد حصار قوات الاحتلال الأمريكية وعملائهم في السلطة لمدينة النجف من أجل إركاعها وضرب مقاومتها لقوات الاحتلال..
إن الموقف في مدينة النجف، بغض النظر عن تداعياته التكتيكية، سيعزز جذوة المقاومة لدى فئات أوسع فأوسع من المجتمع العراقي لإنهاء الاحتلال وعملائه في السلطة العراقية، بعد أن يتبين للجميع أن سلطة في ظل الاحتلال لن تكون إلاّ سلطة قتل وتدمير دون أي وازع لحرمة المقدسات والشعوب..
■ وستبقى المقاومة هي القمة!!..
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 228