سلاح أميركا السري : أشعة التدمير من خيال أمريكي مريض إلى الواقع الحلقة (2)
بعد التلاعب بالعقول وعمليات المسح والآليات التي تدخل في هذه العملية على الشعوب، تستمر الوثائق عن أسلحة أميركا السرية بالظهور، وفي هذا العدد ننشر الجزء الثاني من الوثائق المتعلقة بأسلحة أميركا السرية.
وثيقة السلاح الإشعاعي كثير التردد هو تلك الوسيلة، التي تبنى آثارها المبهرة على استخدام إشعاعات كهرومغنطيسية ذات تردد عالي أو منخفض جداً. يقع مجال الترددات العالية في حدود من 300 ميغاهيرتس إلى 30 غيغاهيرتس، وللترددات المنخفضة جداً تنتمي الترددات أقل من 100 هيرتس.
موضوع هجوم السلاح الإشعاعي كثير التردد هو القوة الحية، التي تخرج من العمل نتيجة الضرر (تخريب الوظيفة) الذي يصيب الأعضاء الهامة للحياة ومنظومة الإنسان، مثل، الدماغ، القلب، الجملة العصبية المركزية، نظام الغدد ونظام الدورة الدموية.
تستطيع الإشعاعات عالية التردد أن تؤثر أيضاً على نفسية الإنسان، تدمير استقبال واستعمال المعلومات من الوسط المحيط، التسبب في الهلوسة السمعية، تركيب الأصوات العشوائية، الداخلة مباشرة في وعي الإنسان. يمكن أقامة مجمعات السلاح الإشعاعي عالي التردد في مختلف الاحتمالات، كقواعد على الأرض، في الهواء، وفي الفضاء. للحماية من تأثيرات السلاح الإشعاعي عالي التردد، يمكن أن تخدم الشاشات، أي طريقة تخفيض آثار الحقول الكهرومغنيطيسية الخارجية، المحققة بمساعدة شاشة معدنية أرضية أو معدنية معزولة ذات نفوذية إلكترونية ومغنطيسية عالية.
HAARP ـ مشروع أبحاث الإشعاعات الضوئية لطبقات الغلاف الجوي العليا. أعطيت براءات الاختراع المتعلقة به في الثمانينات إلى بيرنارد ج. إيستيلوند على طريقته وجهازه لتغيير طبقات الغلاف الجو، الإينوسفير و/أو مغنطيس سفير. عمل إيستلوند لصالح مجموعة ARGO، فرع شركة أتلانتيك ريتشفيلد. أسس المشروع لاستخدام حزمة كهرومغنطيسية هائلة، موجهة إلى الطبقة العليا من الغلاف الجوي بدقة عالية، لتنتج، في الجوهر، سلاحاً كهرومغنطيسياً ذا استطاعة جبارة. يمكن تشبيهه بسيف عملاق من الموجات المصغرة، الذي يمكن لأشعته أن تتركز في أية نقطة على الكرة الأرضية.
يمكن لمنظومة HAARP الموضوعة في الاستثمار عام 1998 أن تؤدي مهام القدرات الكامنة التالية:
ـ التدمير التام أو تعطيل أنظمة الاتصالات الحربية أو التجارية في العالم أجمع، وإخراج جميع أنظمة الاتصالات غير المفعلة من الخدمة؛
ـ التحكم بأحوال الطقس على كامل أراضي الدولة، والولايات، في منطقة جغرافية واسعة؛
ـ استخدام تقنية الشعاع الموجه، التي تسمح بتدمير أية أهداف من مسافات هائلة؛
ـ استخدام الأشعة غير المرئية بالنسبة للناس، التي تسبب السرطان وغيره من الأمراض المميتة، حيث لا تشك الضحية في الأثر المميت؛
ـ إدخال مجمل سكان بعض المناطق المأهولة في حالة الثبات أو الخمول، أو وضع سكانها في حالة التهيج الانفعالي القصوى، التي تثير الناس بعضهم على بعض؛
ـ استخدام الأشعة لإعادة بث المعلومات في الدماغ مباشرة، التي تبعث هلوسات سمعية (صوت الله، أو غيره، مما تقدمه محطات البث الإذاعي)...
وبنفس الوقت يمكن استخدام مشروع HAARP كسلاح جيوفيزيائي، لتغيير الطقس فوق مناطق محددة. منذ عام 1958 أعلن ممثل البيت الأبيض، أنّ قسم الدفاع يدرس إمكانية التحكم بحالة الأرض والسماء، تغيير الظروف الجوية (الطقس). أحد اقتراحات العسكريين الأمريكان في تلك المرحلة تضمن استخدام الطريقة الكهرومغنطيسية. منذ عام 1960 تقريباً بدأت على الكرة الأرضية الفيضانات المحددة وتغير الطقس، والقلائل من خمنوا سببها في حينه. الآن تتوفر أسس محددة للتفسير الجزئي للطقس الشاذ في تلك المرحلة عندما بدأ البث الكهرومغنطيسي، وغيره من التجارب في المناطق المعينة.
السلاح الجيوفيزيائي ـ سلاح يقوم الأثر الفظيع له على أساس استخدام الظواهر والعمليات الطبيعية في الأغراض العسكرية، تلك العمليات التي تستدعى بالطرق الفنية. يقسم هذا السلاح حسب الوسط، الذي تحصل فيه هذه العمليات، إلى سلاح: ليتوسفير، الغلاف الصخري (القشرة الآرضية)، هيدروسفير بيوسفير (الغلاف الحيوي)، أتموسفير (الغلاف الجوي)، والفضائي.
ليتوسفير (السلاح الجيولوجي): ينتج آثاراً فظيعة كالظواهر الكارثية، مثل الزلازل، تفجر البراكين، والحركة الجيولوجية. الوسيلة الفعالة للتأثير في القشرة الأرضية هي التفجيرات النووية، في باطن الأرض، ذات القدرة غير الكبيرة في النقاط الإجهادية للموجات التكتونية الخطرة.
السلاح الهيدرو سفيري (الهيدرولوجي): يؤسس على استخدام طاقة الهيدروسفير لأغراض عسكرية. يمكن ذلك بالتأثير على المصادر الهيدرية (المائية) (البحار، الأنهر، البحيرات)، والمنشآت المائية، ليس فقط بالتفحيرات النووية، بل بالشحنات الجبارة BB.
المؤشرات الفظيعة للسلاح الهيدروسفيري هي الأمواج العنيفة، والذوبان. تشكل الأمواج الكارثية خطراً كبيراً، تلك الأمواج التي يمكن أن تتشكل عن طريق قذف جبال الجليد في المحيط، أو تذويب الجليد القطبي. مثلاً الانفجار الحراري بمقدار ميغا طن واحد يسبب ذوبان 100 مليون طن من الجليد.
السلاح البيوسفيري (البيئي) ـ هو السلاح الذي يسبب تغيرات في الغلاف البيوسفيري، كالتدمير التام للغطاء النباتي، وطبقة التربة السطحية الصالحة للزراعة، مما يقود إلى تدمير احتياطي الغذاء. يمكن التأثير في الغلاف البيئي بمختلف المواد الكيمياوية، البيولوجية والحريق.
سلاح الغلاف الجوي (الطقس) ـ يسبب آثاراً فظيعة بمساعدة العمليات الجوية وما يتبع لها من ظروف الطقس والمناخ. بالتأثير على العمليات في الطبقات السفلى من الغلاف الجوي بمساعدة مختلف المواد الكيمياوية يمكن التسبب في كميات غزيرة من الهطولات. تدرس إمكانية تغيير اتجاه وقوة المنخفضات الاستوائية، المحفزة للجفاف في مساحات شاسعة. وبالتأثير على الطبقات العليا من الغلاف الجوي نتيجة امتصاص الإشعاعات الشمسية والدفء، المنتشر في فضاء الأرض، يتم تغيير النظام الحراري، مما قد يؤدي إلى البرد الفظيع، أو زيادة حرارة سطح الأرض.
السلاح الفضائي: يؤسس على قاعدة استخدام طاقة الإشعاعات الفضائية. بتدمير طبقة الأوزون، من الممكن الحصول على إمكانية توجيهه، إلى المنطقة التي يشغلها العدو، إشعاعات فضائية وأشعة الشمس ما فوق البنفسجية قاتلة لجميع صنوف الحياة.
في عام 1974 أجريت التجارب على البث الكهرومغنطيسي في برنامج HAARP في بليتسفيل (كولورادو)، أريسيبو (بورتو ـ ريكو) وأرميدل (أستراليا، أيلاس الجنوبية الجديدة). في عام 1975 طالب الكونغرس في الولايات المتحدة الأمريكية، أن يستدعي العسكريون الخبراء المدنيين للتفتيش على أية تجربة حول تغيير الطقس، إلاّ أنّ العسكريين تجاهلوا هذه المطالب. بعد عشرين سنة، في عام 1995 أقر الكونغرس ميزانية مشروع HAARP من عشرة ملايين دولار، وكأنّه موجه في الدرجة الأولى للردع النووي.
في الثمانينات بنت الولايات المتحدة الأمريكية شبكة أبراج GWEN (شبكة لتشكيل موجات في سطح الأرض في الحالات الطارئة)، تستطيع بث موجات منخفضة الترددات، بحجة، الأغراض الدفاعية. حسب أحد الشهود، في أعوام 1994-1996 طبقت في الولايات المتحدة الأمريكية المرحلة الأولى من تحارب منظومة HAARP. وحسب آخر ـ في ذلك الوقت كان HAARP جاهزاً تماماً للعمل، وشارك في سلسلة من المشاريع، بإرساله أشعته في مختلف بقاع الكرة الأرضية.
على الرغم من أنّ العلماء الذين يعملون في هذا المشروع، يسمون الجهاز بـ مسخن الإينوسفير فقط، فإنّ HAARP يملك إمكانية أكبر بكثير من تسخين طبقات محددة من الغلاف الجوي. إنّه ـ منظومة بث إلكترونية موجودة الآن في أيدي القوى الجوية للولايات المتحدة الأمريكية، وهو مشروع عسكري وليس مدنياً، كما يحاول إعلامه إقناعنا. يملك HAARP إمكانيات متعددة، إلاّ أنّهم، يحاولون عدم ذكر الرئيسي منها بتاتاً، وهو ـ إمكانية التحكم بالوعي.
... أكثر الشهادات بلاغةً توجد في كتابات زبيغنيو بجيزينسكي (مستشار الرئيس كارتر السابق لشؤون الأمن القومي) وج. ف. ماكدونالد (مستشار الرئيس جونسون للشؤون العلمية وبرفيسور الجيوفيزياء في جامعة ولاية كاليفورنيا في لوس ـ أنحليس). لقد كتبا عن استخدام المولدات الإشعاعية العملاقة كسلاح جيوفيزيائي، وبيئي. تشهد هذه الكتابات على الآثار السلبية لاستخدام هذه السلاح على تفكير وصحة الإنسان.
■ ترجمة: شاهر أحمد نصر
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 227