الحساب الألماني: عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية انتهى..!
مالك موصللي مالك موصللي

الحساب الألماني: عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية انتهى..!

تواجه المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، بإعلانها يوم الأحد الماضي 20/11/2016، أنها ستسعى للفوز بفترة رابعة في منصب المستشارة، أصعب اختبار في حياتها السياسية، ويتمثل في مهمة الدفاع عن الوضع الراهن في أوروبا، وعلى الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، وسط غموض شديد يكتنف الوضع فيهما معاً، في ظل عدم انتهاء «المرحلة الانتقالية» الأمريكية، بين «إدارتين»..!

 

يتعين على ميركل، التي تتولى المستشارية منذ 11 عاماً، أن تعمل الآن على تثبيت «التحالف الغربي» الذي تعرض لهزة كبيرة، أولاً: بانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتالياً: بانتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، والعمل على تماسك الاتحاد الأوروبي، الذي صاغت ألمانيا من خلاله هويتها بعد الحرب العالمية الثانية، لكنه قد أصبح يواجه الآن مخاطر التفكك.

أجندة ميركل مثقلة بالاستحقاقات

ستحتاج ميركل إلى قوة كبيرة للعبور، إذ أنه لتنجح على الساحة الدولية في فترة رابعة، سيكون عليها أولاً، رأب الصدوع التي أحدثتها سياسة التبعية اتجاه واشنطن على الصعيد المحلي. وتقدر استطلاعات الرأي شعبية «حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي» الذي تتزعمه ميركل بنحو 33% بانخفاض نحو عشر نقاط مئوية عن مستواها في صيف العام الماضي.

وستخوض ميركل الانتخابات في شهر أيلول المقبل في مناخ سياسي تتزايد فيه الصدوع، ومن المرجح أن يدخل فيه «حزب البديل من أجل ألمانيا» من تيار «أقصى اليمين» البرلمان الوطني للمرة الأولى في العام المقبل. أما الشركاء المحتملون لتشكيل ائتلاف معها فهم «الديمقراطيون الاشتراكيون» الذين تحكم بالتحالف معهم حالياً، وتقل شعبيتهم حوالي عشر نقاط عن المحافظين الآن. لكن صعود نجم «حزب البديل من أجل ألمانيا» يزيد من تعقيدات تشكيل الائتلاف، كما أن نزعة الناخبين نحو السأم من السياسات التي تتبعها آخذة في التفاقم.

المجتمع الألماني 

وأسئلة الهوية

إذا احتفظت ميركل بالسلطة في العام المقبل، كما يتوقع بعض المراقبين، فسيكون عليها دفع المشروع الأوروبي، في وقت دخل فيه الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي في نزاع مرير مع برلين، بالضغط عليها من أجل زيادة الإنفاق لرفع مستوى النمو في منطقة اليورو.

ويشير الضغط القادم من بروكسل- مقر المفوضية الأوروبية- التي حاولت ألمانيا من خلالها فرض «انضباطها» في السياسات المالية على بقية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، إلى حدود قدرة ميركل على القيادة في أوروبا. غير أن الضغوط الجيوسياسية التي تحسبها ألمانيا اليوم هي أكبر بكثير من الخلافات حول السياسة المالية الأوروبية.

الضغط الاستراتيجي على ألمانيا يتبدى اليوم في السؤال حول هويتها أولاً، هل هي أطلسية؟ أم أوراسية؟ والإجابة عن هذا السؤال الذي فردت له وسائل الإعلام الألمانية، مساحات غير مسبوقة، تقتضي تغييراً جذرياً في السياسات الألمانية يتجاوز بشكل مؤكد إرادة ميركل، التي وصفت مؤخراً نظرتها للمتغيرات، فقالت: «لا يمكن لفرد واحد- حتى بأعتى الخبرات- أن يغير الأمور في ألمانيا وأوروبا والعالم للأفضل، ومن المؤكد أن هذا الشخص ليس هو مستشار ألمانيا»..!

 

معلومات إضافية

العدد رقم:
786