11 أيلول... وانهيار الحلم الأمريكي

 ■  11 أيلول ورقة التوت الأخيرة فضحت عورة المجتمع الأمريكي

■  في عالم مترابط معولم من يملك الإعلان ، يصبح أفضل بائع مع سوء بضائعه

■  نمط الحياة الأمريكية سيؤدي إلى 60% من الوفيات على الكوكب أجمع.

■  جورج بوش سكير سابق بلا ثقافة ولا علم.

■  الأمريكيون يعيشون في جهل مرعب.

■  25 مليون أمريكي لا يملكون ضماناً اجتماعياً.

■  أميركا سوف تتفكك إلى مجموعة من الدول.

11 أيلول إعلان غياب الحلم الأمريكي، تحت عنوان غروب إمبراطورية اليانكي نشرت مجلة «Fusion» مقالاً لكارولين فيرنانديس تبين فيه كيف بدأت تضمحل إلى زوال جنة الإمكانات، وواحة الكلمة الحرة، البلد الطليعي، الممجد لقيمة الفرد الكامنة بعيداً عن انتمائه الاجتماعي، الديني أو الجنسي، المكان الوحيد في العالم، حيث يمكنك بمفردك أن تحقق المجد... كيف بدأت تغرب شمس إمبراطورية اليانكي.

11 أيلول / نهاية الحرية

يمكن وصف هذا اليوم بنقطة الحساب. لقد كان سقوط برجي منهاتن ذريعة ممتازة لإقامة الدولة البوليسية، التي حلمت بها منذ زمن بعيد أكثر الأوساط الأمريكية محافظة. وَسَّعتْ السلطات من حقوقها في إقامة وتعزيز الرقابة على مواطني البلاد. ومن الأمور ذات الدلالة الكبيرة أن عدد رجال الأمن والشرطة في الولايات المتحدة الأمريكية يفوق عدد موظفي الحفاظ على النظام العام في جميع البلدان الصناعية الأخرى على هذا الكوكب مأخوذة معاً.

بدئ بالتخطيط لذلك منذ حكومة بيل كلنتون، لكن التطبيق في ذلك الوقت عنى خرقاً كبيراً لحقوق المواطن. بعد 11 أيلول تغير كل شيء. ومنذ ذلك اليوم عاشت البلاد في حالة من الاشتباه الدائم. 

مورد الثقافة البديل

أصبح مفهوم التنوع الثقافي على تخوم الاضمحلال، وهذا ما يفسره سعي الولايات المتحدة الأمريكية الموجه لتوحيد جميع جوانب حياة البلاد. يلامس التفكير الواحد ليس فقط جوانب المجتمع المحددة، وإنما جميع جوانب الحياة الاعتيادية. التي يمكننا تصورها. 

من الضروري قيادة السيارة الخاصة، في كل سبت والذهاب للتبضع من المول، فيلم جديد، الجلوس في ماكدونالد. شرب نوعين موحدين من الكولا. رأس السنة وسانتا كلوز. كل شيء يصنع ضمن معايير American way of life لتدمير تقاليد كل الشعوب، وكل الثقافات. والقيم التي يقدمها العملاق الأمريكي، لا تحتمل أي نقد. آن الأوان لهم أن يدفعوا ثمن اعتمادهم لمنظومة القيم هذه.

الرعب

في (بولنغ من أجل كولومباين) يقدم المخرج مايكل مور تاريخاً آخر للشعب الأمريكي، يختلف عمّا تقدمه وسائل الإعلام العامة. وجهة نظره تعطينا تصوراً عن الرعب التاريخي للمجتمع، المبرمج من خارج خوفه الذاتي على شكل عدوان، والاغتصاب، وعدم الثقة، ومحاولة التحول إلى شرطي دولي. تخفي صورة الأمريكي مجموعة من النواقص، تفسر في أصل الأمريكيين، وغياب الجذور التاريخية. لا يعرف الشعب الأمريكي أصله، لأنّه تشكل من الانفصال عن البلدان الأخرى.

رفض المهاجرون ثقافة السكان الأصليين، وقضوا على آثارهم الاجتماعية. وافتقدوا إمكانية إقامة مجتمع ذي ثقافة غنية. 

«الأمريكيون ـ مجتمع متشكل من التيارات البشرية»، ـ يقول بروفيسور كلية الفكر السياسي والاجتماعي في جامعة مدريد خوسي كارلوس كارسيا فاخوردو:

«أول المستوطنين كانوا فارين من دولهم، حاملين بعض الأفكار الدينية، ومقتنعين بضرورة القضاء على كل من يجدونه في أرض الميعاد، التي وعدهم بها إله ما. كان الأمريكيون دائماً محافظين جداً، متدينين، وحملوا تصوراً محدوداً عن الحياة، التي تتعلق بالدرجة الأولى بالأسرة. واعتبروا باقي العالم برابرة».

كان العالم القديم الذي غذّى المدن الأمريكية بالسكان، يتلخص بمفاهيم أولية «أوربا ـ هي باريس وأكثر بقليل ـ يتابع البروفيسورفاخاردو: ـ أقام الأمريكيون نموذجاً ساذجاً من الحياة، يمتاز بعدم المعرفة لما يجري في العالم. بدا كل شيء مبسطاً، لدرجة أن 585 عضواً من أعضاء الكونغرس، و60% من سيناتورات الولايات المتحدة الأمريكية لم يحصلوا على جواز سفر خارجي».

في الشاطئ المقابل من الأطلنطيك تستدعي تلك الحقيقة قلقاً قوياً، بأن قادة أقوى دولة في العالم لم يتعرفوا على الدول الأخرى، على ثقافتها، لم يتعرفوا حتى على جذورهم  الأوروبية الأصلية. نشأت أمريكا من العديد من العلامات القائمة دون أية قواعد، أو أسس محددة.

«اليوم نحن لا نعرف أية دولة في العالم، حيث يلبسون بإهمال وقذارة، كما هو الحال لدى الأمريكيين. تبدو بيوتهم كأنّها من البلاستيك، قابلة للفك والتركيب، وتهيمن الألوان صارخة: لإخماد الجوع لديهم الهمبرغر والكوكا كولا، وعندما يريدون شيئاً ما آخر فإنهم مجبرون على الذهاب إلى مطعم صيني أو إيطالي، وليس أمريكي. نسبة القراء من السكان تدعو للسخرية، التلفزيون متخم بالكوميديا، حيث يكتب على شاشته للضحك، ليعلم المشاهد متى عليه أن يضحك. في الجامعات طلاب لا يستطيعون تعداد الدول أعضاء الاتحاد الأوروبي، ولا يميزون البرغواي عن البرازيل. مثل هذا الجهل مرعب. يسود الكلام المبتذل في الجامعات، كل ما هو سوقي مشوه»، ـ يبين فاخاردو.

في هذا العالم المترابط المعولم من لديه إمكانية الإعلان والدعاية لنفسه، يصبح أفضل بائع. تنتشر المنتوجات الأمريكية في جميع أصقاع العالم. أسلوبهم هو أسلوبهم في الإعلان أسلوبهم يرافق وقت الراحة، تنتشر الدعاية للموضة واللباس والطعام اللذيذ الخاص بهم.. الخ في جميع أنحاء العالم على مدار الساعة.نفس المسلسلات التي جالت الولايات المتحدة الأمريكية في موكب مظفر، يمكن مشاهدتها لاحقاً على شاشات التلفزيون في العالم أجمع. تملأ الأفلام السينمائية الأمريكية صالات العرض السينمائية على الكرة الأرضية، يروجون رؤيتهم، حروبهم، أبطالهم الأمريكيين، ديكوراتهم الفخمة والفاخرة، نساءهم ذوات ضفائر  الشعر الطويلة... العالم الحلم الذي لا مثيل له ولا يمكن للكثيرين أن يبلغوه. 

أما في الواقع فإن الحياة العادية في أمريكا مختلفة كثيراً عن هذه اللوحة. حسب تأكيدات البروفيسور فاخاردو، «في الولايات المتحدة الأمريكية هناك الملايين من الأميين، أكثر من أي بلد آخر في العالم. خمسة وعشرون مليون إنسان لا يملكون ضماناً اجتماعياً. أعلى مستوى في الطلب على مضادات الاكتئاب سجل في الولايات المتحدة الأمريكية. يعاني هذا المجتمع من الانحطاط، على الرغم من  ازدهاره الاقتصادي، أصوات الحرب، وأقوى قوة مسلحة في العالم ـ إنه مارد على أرجل من فخار: هذا ما حصل مع الإمبراطورية الرومانية، عندما توقف الشعب عن مقاسمة قادته أفكارهم ومثلهم».

ما الذي تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية في مثل هذه الحالة أن تقدمه للعالم؟ في رأي البروفيسور فاخاردو، «تعاليم الآباء المؤسسين للأمة الأمريكية، أولئك الذين وضعوا الدستور الأمريكي. المسلمات الأولى لهذه الدولة: حق الإنسان في الحياة، الحرية وطلب السعادة؛ كل ما يقدر المواطن الأمريكي عليه بعيداً عن لون البشرة، والعائلة، والانتماء الديني، أو الانتماء الجنسي، بل بعمله، بمقدار الجهد الذي يبذله لتنفيذ عمله. يستطيع الأمريكيون أن يقدموا للعالم فهمهم العميق للمساواة والحرية ـ كانت تلك هي العادات الأمريكية، التي يمكن تقديمها لبقية العالم. لكن الأمريكيين اليوم لا يشعرون بالعلاقة مع التعاليم العظيمة للينكولن وأدامس ـ أولئك الذين كانوا قساوستهم. 

وهنا ظهر جورج بوش ـ السكير السابق، رجل بلا ثقافة ولا علم، الذي لم يسبق له أن زار أوروبا قبل تسلمه الرئاسة، على الرغم من أنّ والده كان رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية.

استهلاك، استهلاك، استهلاك

دقت المنظمة الأمريكية غير المعروفة Worldwatch Institute  إنذار الخطر. لا مستقبل مع نمو الطلب إلى مستوياته القياسية، لأنّ العالم لا يستطيع أن يتحمله. بناء على تقرير هذه المنظمة  حول «حالة العالم في عام 2004»، نحتاج إلى كوكب أكبر بثلاثة أضعاف من الأرض لتحقيق متطلبات الشهية الاستهلاكية لسكانها، في حال استمر نمط الاستهلاك الغربي في الانتشار في العالم أجمع.

إنّ غياب التوازن في مستويات الاستهلاك يجلب الضرر ليس فقط لأكثر المجتمعات فقراً، الذي يتجلى في زيادة الهوة بينهم وبين الدول الغنية، بل ولأكثر الدول تطوراً، حيث تنتشر تلك الظواهر كزيادة الشحوم وأمراض القلب والأوعية الدموية، التي تصبح سنوياً السبب في نسبة حوالي 60% من الوفيات على الكوكب أجمع.

تحتل الولايات المتحدة الأمريكية ، أوروبا، واليابان موقع القائد في عملية السباق على الاستهلاك هذه. تستهلك الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا التي يشكل سكانها حوالي 20% من سكان الكوكب، تستهلك 60% من مجمل ما ينتج على الأرض. إنّ وجود 1700 مليون مستهلك يهدد بغرق السفينة التي نمخر عليها جميعاً. الوجه الآخر للميدالية يظهر في وجود 2800 مليون إنسان، يعيشون على أقل من دولارين في اليوم.

تعد الولايات المتحدة الأمريكية مثالاً صارخاً على الدول المستهلكة حيث عدد السيارات فيها يفوق عدد السائقين. يستهلك الأمريكي المتوسط الدخل أكثر بـخمس مرات من أي أمريكي ـ لاتيني، عشر مرات أكثر من أي صيني، ثلاثين مرة أكثر من أي هندي. كما تعد الولايات المتحدة الأمريكية أكبر منتج للمخلفات (الزبالة) في العالم ـ تصل المخلفات اليومية للنشاط المعاشي لكل أمريكي 1.8 كغ من الزبالة. يعطي هذا الرقم تصوراً واضحاً حول كمية ما هو مستهلك.

الوجه الآخر لهذه الحال هو القضاء على الغابات، ومنظومة البيئة، والأراضي الصالحة للزراعة. أصبحت الضواحي والأراضي البكر في خطر، حيث أخذوا اليوم يبنون المنشآت، والمراكز السكنية والتجارية. استهلكت البشرية خلال الخمسين سنة الماضية من الموارد، ما يفوق بكثير ما استهلكته في أية مرحلة من تاريخها. لا سابق لمثل هذا الاستهلاك الحالي أبداً.

شهادة

«فــــي عــــام 2050 سيــشـــكــــل اللاتين ـ الأمريكيون، والزنوج والقادمون من دول آسيا حوالي نصف سكان الولايات المتحدة الأمريكية. جاء هذا التوقع في تقرير مكتب الإحصاء الأمريكي (US Census Bureau). يشكل البيض حالياً 70% من سكان الولايات المتحدة الأمريكية. توقع هذا المكتب التغير الحاد في التركيب الاثني للسكان على منحى التطور الملموس: يشيخ السكان البيض في الولايات المتحدة الأمريكية ويعانون من تناقص وتائر النمو السكاني،أما نسبة السكان اللاتين ـ الأمريكيين، والزنوج والآسيويين، فتزداد بفضل المؤشر العالي لتزايد معدل الولادات والهجرة. لا يستبعد الخبراء أن يسبب تغيير الموزاييك الإثني لسكان الولايات المتحدة الأمريكية تفككها إلى عدة دول.

بناء على تنبؤات مكتب الإحصاء الأمريكي، سيزداد عدد سكان الولايات المتحدة الأمريكية في النصف الأول من القرن الواحد والعشرين بشكل كبير. إذا عاش في البلاد حسب المعطيات الرسمية في عام 2000 حوالي 282 مليون إنسان، فإنّ عدد سكان الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2050 سيزداد حتى 420 مليون إنسان. علماً بأنّ زيادة عدد السكان ستكون من الملونين. إذا بلغ عدد سكان البيض في  عام 2000 في الولايات المتحدة الأمريكية 196 مليون نسمة (أقل بقليل من نسبة 70% من السكان)، فإنّه في منتصف القرن الواحد والعشرين، حسب توقعات مركز الإحصاء الأمريكي US Census Bureau سيشكل البيض فقط 210 ملايين، أي  حوالي نسبة 50% فقط من السكان. يتعلق هذا التنبؤ المتشائم بالنسبة للبيض بشيخوخة السكان البيض وتدني مؤشر الولادة بين المهاجرين من أوروبا وأحفادهم.

حسب أرقام خبراء مكتب الإحصاء، سيزداد عدد الأمريكيين المتحدثين بالأسبانية في عام 2050، من العدد الحالي وهو 26 مليون إلى حوالي 103 ملايين، ونسبتهم بين الأمريكيين، التي تبلغ الآن 12%، ستتضاعف وتشكل حوالي 24.4%. سيتحقق هذا الرقم الكبير من الزيادة نتيجة التزايد الكبير في معدل الولادات (بناء على المؤشرات الحالية معدل الولادات لدى الأمريكيون اللاتينيين أعلى بـ2 مرتين مما هو لدى المواطنين البيض) والهجرة الجماهيرية الواسعة من دول أمريكا اللاتينية، وخاصة من المكسيك المجاورة.

ستزداد نسبة الأمريكيين من أصل آسيوي من النسبة الحالية 3.8% حتى 8%. وبالأرقام المطلقة سيتضاعف عدد الآسيويين ثلاث مرات: من 11 مليون في عام 2000 حتى 33 مليون في عام 2050، وهذا ما سيحصل نتيجة الهجرة الجماهيرية وخاصة من الصين والهند. سيزداد عدد الأمريكيين السود مرتين تقريباً ـ من 36 مليون حتى 61 مليون إنسان، إلاّ أنّ نسبتهم من الكتلة العامة للسكان ستزداد بشكل قليل ـ من النسبة الحالية 12.7% حتى 14.6%. لا يوجد بين الخبراء رأي موحد خاصة حول تأثير  تغيير  التركيب الإثني للسكان الأمريكيين على الولايات المتحدة الأمريكية وعلى النظام الاجتماعي السياسي في البلاد.

يعتبر ميخائيل هازن رئيس شركة «نيوكون»، أن معامل التغير الإثني ثانوي بالمقارنة مع آفاق التغير الجذري في النموذج الاقتصادي، الذي يكمن في أساس الاقتصاد الأمريكي. «في الولايات المتحدة الأمريكية  في المؤسسة السياسية العليا يهيمن البيض. إنّهم يشكلون 100% من النخبة المحلية. تكمن المسألة في أنّ جميع ممثلي القمة الأمريكية عملياً ـ أقارب. مثلاً الرئيس الحالي جورج بوش والمرشح للرئاسة من الحزب الديموقراطي جون كيري هما أقارب. كما أنّ هارد دين الذي خرج من السباق على الرئاسة من أقارب الاثنين. في يومنا الراهن لا يوجد للأقليات الاثنية أية مؤسسات لتغيير الحالة الراهنة. وأعتقد أنّها لن تظهر في المستقبل. لا يوجد لدى الأقليات الاثنية أحزابها وحركاتها السياسية العلنية. أما النظام السياسي الأمريكي فهو مبني على نحو، حيث أنّ أية محاولة للإعلان عن قوة خاصة سيقود إلى وقوعها في أحضان أحد هذين الحزبين الموجودين، الديموقراطي أو الجمهوري. كيف سيكون دور الآقليات الاثنية في اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية ـ من الصعب التكهن بذلك، لأننا لا نعلم المبادئ التي سيتأسس عليها النموذج الاقتصادي الجديد للولايات المتحدة الأمريكية»، ـ يقول ميخايل هازن. 

يرسم مدير مركز الأبحاث العالمية في معهد الولايات المتحدة الأمريكية وكندا أنتولي أوتكين لوحة أخرى تماماً. حسب كلامه، ونتيجة تغيير التركيب الاثني للسكان ستتغير الولايات المتحدة ذاتها جذرياً. «ستتغير في أمريكا الثقافة الداخلية والحالة النفسية. ستصبح الولايات المتحدة جزءاً من منظومة أسباني ـ داد، عالم المتحدثين باللغة الأسبانية الكبير. ستتحول ازدواجية اللغة إلى قاعدة: سيدرسون سرفانتس (ميغيل دي سرفانتس ـ 1547-1616 من أكبر ناثري الأسبان خلد ذكره بكتاب دون كيشوت ـ المترجم) في المدارس كما يدرس اليوم شكسبير. علماً بأنّ المهم ليس أنّ عدد «الأسبان» والزنوج في الولايات المتحدة الأمريكية سيصبح كبيراً، بل أنهم سيكونون في الثلاثينات والأربعينات من العمر، شبابا وموفوري الصحة، في الوقت الذي سيكون فيه القسم الأكبر من البيض ـ في مرحلة التقاعد، يهتمون فقط بالراحة في فلوريدا. ستكون التغيرات عظيمة. أفترض أنّه في الولايات المتحدة الأمريكية سيتم انتخاب رئيس يتكلم الأسبانية. ستكون النخبة الأمريكية من «الأمريكيين اللاتينيين»،  و«السود». سترى الناس يسيرون في اللباس المكسيكي. من الممكن أن يعتمد في البلاد نظام الحزب الواحد، يختفي الفصل بين السلطات، وستتحول الانقلابات العسكرية إلى قاعدة سياسية، ـ يقول أناتولي أوتكين. 

لا يستبعد الخبراء، أنّه في المحصلة يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تتفكك إلى مجموعة دول. «قال الرئيس المكسيكي السابق أثناء زيارته للولايات المتحدة الأمريكية لمواطنيه السابقين، الذين يعيشون في الولايات الجنوبية، أنّّهم ليسوا أمريكان بل «مكسيكيين» يعيشون في الشمال»، ـ يقول السيد أوتكين. حسب كلامه، هناك أساس لتقسيم البلاد وفق خطي غرب ـ شرق، شمال ـ جنوب.

● للإطلاع على النص الكامل زوروا موقع:

 www.kassioun.org

 

■  ترجمة: شاهر أحمد نصر