يوميات رفح في ظل الاجتياح اليوم الأول: 17 أيار 2004
هجرة جماعية لأهالي مخيم رفح (يبنا ـ منطقة الشاعر وقشطة) إلى منطقة تل السلطان وخربة العدس وحي الجنينة ومخيم الشابورة، ظناً منهم أنه أكثر أمناً، أما من لم يجد مأوى له اضطر للذهاب إلى المدارس التي تم فتحها من قبل البلدية للأهالي مثل مدرسة الخنساء.
استشهاد أحد عناصر كتائب شهداء الأقصى في مخيم الشابورة في رفح أثناء إعداده لعبوة ناسفة.
بدأ قصف القوات الإسرائيلية لرفح ومخيماتها في الساعة الواحدة صباحاً.
اليوم الثاني: 18 أيار 2004
خرجت اليوم في الصباح جنازة تضم عدداً من الشهداء الذين سقطوا صباح اليوم أثر القصف الإسرائيلي حيث استيقظنا على أنباء استشهاد أكثر من عشرين فلسطينياً في منطقة تل السلطان بعد أن تم اجتياحها وقصف المصلين في مسجد بلال بن رباح مما أوقع أكثر من سبعة شهداء، كما طال القصف منطقة يبنا وأدى إلى استشهاد عدد من المواطنين والمقاومين بينهم شقيقان من آل الشاعر وهما محمد وأحمد الشاعر، وبذلك يكون عدد شهداء تل السلطان ومخيم يبنا عشرين شهيداً.
تم قنص أحد الجنود الصهاينة في تل السلطان وهناك معلومات من الناس بأنه قد قتل.
اليوم الثالث: 19 أيار 2004
استمرار محاصرة تل السلطان، وعدد الشهداء في تزايد مستمر حيث بلغ حتى فترة الظهر من هذا اليوم 23 شهيداً.
أخذت مكبرات الصوت الصهيونية تدعو المواطنين في تل السلطان للخروج والتجمع في المدرسة ومعهم هوياتهم (البطاقة الشخصية) وعند خروج أول مجموعة تم إطلاق النار عليهم فاستشهد أربعة منهم فعاد الباقي للاختباء داخل المنازل حيث تبين أن الهدف كان قتلهم لا احتجازهم في المدرسة.
هناك نداءات استغاثة من أهالي تل السلطان عبر هواتفهم النقالة إلى معارفهم خارج الحي لنجدتهم ونصرتهم وذلك لحاجتهم الماسة إلى حليب الأطفال والماء والمواد الغذائية حيث لا يوجد ماء ولا كهرباء ولا خطوط هاتف في الحي.
كما قام سكان عمارة مرقه في تل السلطان بالاتصال بإذاعة صوت الشباب يناشدون فيه وزير الارتباط لمساعدتهم في إحضار الماء وحليب الأطفال، وذكر أحد السكان أن في بيته في العمارة حوالي 60 شخصاً من عائلته وعائلات شقيقاته اللواتي هربن من المخيم للاحتماء في بيته فلحق بهم الجيش إلى تل السلطان.
قامت قوات الاحتلال الصهيوني بقصف مسيرة سلمية بالصواريخ مما أدى إلى استشهاد أكثر من عشرين فلسطينياً غالبيتهم من الأطفال الذين كانوا يسابقون الشباب في المسيرة وتم قصفهم في منطقة دوار زعرب على حدود حي تل السلطان ومن هؤلاء الشهداء الأطفال وليد أبو قمر من أطفال البرلمان الفلسطيني الصغير.
حالة من الرعب تجتاح أهالي رفح خوفاً على أبنائهم الذين كانوا في المظاهرة
ناشدت مكبرات الصوت عبر مساجد المدينة الأهالي بالتبرع بالدم فقامت حشود من المواطنين في مختلف مدن قطاع غزة بحملات تبرع بالدم لإرسالها إلى المدينة المنكوبة وهناك إضراب عام ومسيرات في جميع مدن القطاع تضامناً مع ضحايا مجزرة رفح.
المقاومون الفلسطينيون يطالبون قوات الاحتلال بمواجهتهم وجهاُ لوجه بدلاً من قصفهم من الطائرات حتى تكون معركة شبه متوازنة.
استمرار عمليات القصف ليلاً ولقد سمعنا اقتراب صوت الطائرات من منطقتنا وسمعنا أنهم دخلوا حي البرازيل وقد بدأ القصف فيها والتجريف.
اليوم الرابع : 20 أيار 2004
استمرار عملية التوغل في حي البرازيل وحي الجنينة كما وصلت القوات الإسرائيلية إلى برج عوض كما سمعنا وصولهم إلى مدرسة بئر السبع الثانوية وسط البلد.
استمرار عمليات المناشدة من أهالي تل السلطان عبر الاتصال بالإذاعات المحلية ويدعون الصليب الأحمر لمساعدتهم بإحضار الماء والحليب فقط لا غير.
الساعة الان 11 مساءً هناك قصف بالصواريخ والدبابات وحصيلة الشهداء حتى هذه اللحظة ستة شهداء في تل السلطان وثلاثة شهداء في حي البرازيل وشهيد في حي السلام.