فيلسوف الصقور النصر مستحيل.. فلنهرب ياشباب!!

«صاحب نظرية صدام الحضارات وفيلسوف اليمين المحافظ »صامويل هاتنغتون« يدعو إلى الانسحاب من العراق لأن النصر مستحيل» .

تلقى المحافظون المؤيدون للسياسة التي ينهجها جورج بوش في العراق وغيره، ضربة من الفيلسوف المنظر لليمين الجديد في الولايات المتحدة الذي يستوحي منه بعض صقور البيت الأبيض الذين يقفون وراء مايدعى الحرب الوقائية ضد الأنظمة المارقة.

ويتعلق الأمر، بصمويل هاتنغتون، الأستاذ بجامعة هارفارد، وصاحب نظرية، صدام الحضارات ،التي بشر بها منذ عام 1996، وأثارت نقاشا وجدلا في المحافل الفكرية العالمية، بعد أن ترجمت كتبه إلى عدد من اللغات، من بينها العربية.

وتخلى الفيلسوف الأمريكي عن أسلوب المواربة الفلسفية، ودعا صراحة إلى انسحاب الولايات المتحدة من العراق الذي يستحيل تحقيق نصر عسكري فيه.

وأضاف، هاتنغتون، في حديث إلى جريدة «لاريبوبليكا» الإيطالية: إن الرئيس بوش وضع الولايات المتحدة في حرب ضد الشعب العراقي، لن يتحقق النصر فيها، ولذلك فلا مفر في نظره من تقليص الوجود العسكري هناك وتسليم السلطة إلى الشعب العراقي، موضحا أن الحرب لم تحقق مكاسب وإنما حولت العراقيين إلى عدو جديد للولايات المتحدة.

وأعاد «صمويل» إلى الأذهان ما سبق أن أعرب عنه في العام الماضي، حين صرح أن الولايات المتحدة خاضت حربين في العراق: الأولى ضد صدام حسين، وهذه انتصرت فيها، والثانية ضد الشعب العراقي، وهذه لن يحرز فيها النصر أبدا.

وأكد فيلسوف اليمين الجديد، أن الكشف عن الانتهاكات التي ارتكبت في حق السجناء العراقيين، من شأنها أن تضاعف كراهية الشعب للولايات المتحدة، كما أن تلك الممارسات أحرجت دولا مثل مصر والأردن والمملكة السعودية. 

ويرى ،هاتنغتون، أن إحراز النصر في حرب ما، يتوقف على عنصرين : مصالح وطنية ، وقيم أخلاقيةيدافع عنها ، وهما غير متوفرين في الحرب الحالية ضد العراق ، بينما كانا حاضرين في حرب الخليج الأولى ولذلك انتهت بالنصر.

يذكر أن هاتنغتون، يصنف ضمن المتطرفين الغلاة ، وقد أثار كتابه الأخير «من نحن؟» ردود فعل قوية مستنكرة، لأنه زعم أن الهجرة من أمريكا اللاتينية نحو الولايات المتحدة، تهدد هذه الأخيرة، كما تشكل خطرا على القيم والهوية الوطنية. واستشهد بما تعانيه، حسب اعتقاده، الدول الأوروبية من مشاكل نابعة من هجرة الأجانب إليها.

■ محمد بوخزار 

 

 ـ الرباط