غيفارا حاضراً في المشهد الفلسطيني!!

ولقد تحول «تشي غيفارا« الثوري الكبير في أمريكا اللاتينية إلى مثل أعلى بالنسبة للفلسطينيين الذين يقاتلون ضد الاحتلال الإسرائيلي وأخذت صورته تزين الكثير من شوارع غزة، كما تعلق جنباً إلى جنب مع الفلسطينيين الذين يواجهون الدبابات الإسرائيلية بالقنابل، ويفجرون الحافلات الإسرائيلية في مشاهد الغضب الفلسطيني التي اعتدنا على رؤيتها يومياً من خلال أجهزة الإعلام الفضائية.

وقال أكرم أبو ندا في أثناء مروره بجانب صورة غيفارا بشارع البساتين: «كان غيفارا ثورياً وهذا ما نفعله نحن الآن».. وأضاف: إن غيفارا ليس قدوة لكل الفلسطينيين، بل إن أغلب من يعتبرونه قدوة هم من اليساريين، لكننا كمسلمين نقاتل في الانتفاضة لنا صلة به، كان ثائراً، وكذلك نحن.

وهناك أسامة أبو مدين اليساري منذ مراهقته ومدير أحد الفنادق في غزة يرتدي قميصاً أسود عليه صورة غيفارا كما علق صوراً عدة له في مكتبه. وهناك صحفي برمج هاتفه المحمول ليظهر صورة غيفارا، كما يمكن شراء قمصان ومحافظ عليها صورة غيفارا في رام الله والضفة الغربية بل إن بعض الفلسطينيين يحملون اسمه مثل صحفية تدعى «جيفارا بديري» المولودة في عام 1976، والتي صرحت : «ينظر الكثير من الفلسطينيين إلى غيفارا على أنه رمز، حتماً يمكنهم تغيير الأوضاع. والثورة ستفرز دولة حقيقية يعرفها الجميع باسم فلسطين».

ويقول علي قطاوي الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: إن غيفارا كان مصدر إلهام للحركات اليسارية الفلسطينية مثل حركته. وأضاف: كل الفلسطينيين الذين استشهدوا حتى الآن هم «شي غيفارا غزة« وإذا طلب أحد إجراء لقاء معه للنقاش حول غيفارا يبادره بالسؤال على الفور: أي غيفارا تعني؟ ويضيف هناك شي غيفارا الأرجنتين وهناك غيفارا غزة. الذي هو محمد الأسود.

ولد غيفارا غزة أو محمد الأسود عام 1946، في مدينة حيفا المحتلة، وقد أصبح هو وأسرته لاجئين بعد الاحتلال عام 1948، وانتهى بهم المطاف إلى مخيم للاجئين في غزة حيث شب فيها وترعرع وتلقى تعليمه في مصر، غير أنه عاد بعد عام لعجز أهله عن توفير المصروفات اللازمة له، ومنذ ذلك الوقت أصبح محمد الأسود من نشطاء المقاومة ضد إسرائيل، وسجن مدة عامين، وبعد إطلاق سراحه عام 1970 انضم إلى الجبهة الشعبية في عمليات عسكرية وتدريبية واستشهد الأسود في معركة بغزة عام 1973

ونقل عن الشهيد محمد الأسود: لا تنسوا إخوانكم من الشهداء، وإخوانكم المحتجزين، أو واجبنا في إعالة المحتاج. شعبنا يضع كل أمله في الثورة. وتقول أرملته السيدة وداد عن زوجها الراحل: كان شهيداً، ولو كان حياً لظل يكافح من أجل الثورة الفلسطينية.