القادة الذين أسقطوا بلادهم
* الحلقة الأولى/ نشرت مجلة «المواطن« الروسية في عددها رقم 2 لعام 2000، مقالة عن غورباتشوف بعنوان «هدفي في الحياة كان هو القضاء على الشيوعية«، ويمكن أن يقال عنها وثيقة هامة عكست موقف وسلوك وتفكير ميخائيل غورباتشوف من دولته العظمى الاتحاد السوفييتي، وموقفه الأيديولوجي ونظراً لأهمية الوثيقة، تقوم «قاسيون« بنشرها على عدة حلقات..
يؤكد ميخائيل غورباتشوف، أن هدفي في الحياة هو القضاء على الشيوعية، وإن زوجتي (رايسا ماكسيموفنا) ساعدتني وأيدتني بالكامل من أجل أن أحقق هذا الهدف، إذ هي أدركت قبلي أهمية تحقيق هذا الهدف، أي بمعنى أخر، أنها فكرت بهذا الهدف قبل أن أفكر أنا، ومن أجل تحقيق هذا الهدف (أي القضاء على الشيوعية) استخدمت كل ما لدي من إمكانيات سواء على صعيد الحزب أو الدولة من أجل أن أحقق هدفي،وإن زوجتي كانت تدفعني وباستمرار لأن أكون فاعلاً وناشطاً في تأدية مهامي الحزبية داخل الحزب ومن أجل كسب ثقة قيادة الحزب ومن ثم الحصول على الترقية الحزبية واحتلال المركز القيادي في الحزب والدولة.
وقال غورباتشوف، عندما تعرفت بشكل خاص ومباشر على الغرب (المقصود نمط الحياة السياسية والاجتماعية ـ الاقتصادية والأيدلوجية...) أدركت بأنني لا أستطيع أن أتراجع عن تحقيق هدفي، ولكي أنجز هذا الهدف، كان لابد من القيام بتغييرات جذرية في قيادة الحزب الشيوعي السوفييتي وكوادره أولاً، ومن ثم في السلطة السوفييتية (المقصود بالسلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية والسلطة الرابعة ـ كما يقال ـ أي ميدان الإعلام) و في الوقت نفسه لابد من القيام بالأسلوب نفسه فيما يخص الأحزاب الشيوعية الحاكمة في بلدان أوروبا الشرقية سابقاً، ويؤكد غورباتشوف، إن مثله الأعلى وهدفه في ذلك الوقت كان نموذج تطور بلدان الاشتراكية ـ الديمقراطية.
ويؤكد ميخائيل غورباتشوف، أن الاقتصاد المخطط في البلدان الاشتراكية لم يكن فاعلاً في تعبئة واستثمار تلك القدرات والموارد (المقصود الموارد البشرية والمادية) التي في حوزة شعوب البلدان الاشتراكية، ويعتقد أن التحول إلى اقتصاد السوق (أي اقتصاد السوق الرأسمالي) هو الذي يستطيع تعبئة واستثمار الموارد البشرية والمادية، وبالتالي يتم تحقيق التطور الناجح لبلداننا (أي الاتحاد السوفييتي وبلدان أوروبا الشرقية…).
يقول غورباتشوف، إنه استطاع أن يجد له أنصاراً يؤيدونه في قيادة الحزب الشيوعي السوفييتي من أجل تحقيق هدفه (أي القضاء على الشيوعية) وذكر على سبيل المثال، ألكسندر ياكوفليف، وإدوارد شيفاردنادزه.
1 ـ ميخائيل غورباتشوف: مواليد 1931، عضو في الحزب الشيوعي السوفييتي منذ عام 1950 إلى عام 1991، السكرتير الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفييتي ورئيس دولة اتحاد الجمهوريات السوفييتية الاشتراكية لفترة 1985 ـ 1991، عضو «اللجنة الثلاثية» الماسونية منذ عام 1989، مستشار في مجلس العلاقات الدولية، ورئيس فوند (صندوق) غورباتشوف ورئيس منظمة موندياليسيتسكوي «ميروفوي فورما»
2 ـ ألكسندر ياكوفليف: مواليد 1923، عضو في الحزب الشيوعي السوفييتي من عام 1944 إلى عام 1991، «طابور خامس«، ومنذ نهاية الخمسينات كان يعمل لصالح الولايات المتحدة الأمريكية، وعمل سفيراً للاتحاد السوفييتي في كندا لمدة 14 سنة، وتم استدعاؤه في زمن أندروبوف، وعندما تسلم غورباتشوف قيادة الحزب والدولة في آذار عام 1985، أصبح عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفييتي، ومسؤول لجنة العلاقات السياسية الخارجية في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفييتي مع الحركة الشيوعية العالمية!، ومسؤول الجانب الإيديولوجي وعراب «البيروسترويكا»، وعضو النادي الماسوني «ماغيستروم« منذ عام 1992، وفي فترة حكم الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين، تم تعيينه مديراً عاماً للمحطة التلفزيونية ـ القناة الأولى إستانكنا، وأحد أهم المؤسسين لحركة «خيار روسيا» واليوم، يعد ألكسندر ياكوفليف أحد أهم الناشطين في استمرار عملية التخريب الاجتماعي ـ الاقتصادي والأيديولوجي ضد الشعب السوفييتي ـ الروسي وضد الحركة الشيوعية العالمية.
3 ـ إدوارد شيفاردنادزه : مواليد عام 1928، عضو في الحزب الشيوعي السوفييتي من عام 1948 إلى عام 1991، السكرتير الأول للكمسمول في جمهورية جورجيا، والسكرتير الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي الجورجي سابقاً، عضو مكتب سياسي في الحزب الشيوعي السوفييتي، جنرال في المخابرات السوفييتية، وزير خارجية الاتحاد السوفييتي سابقاً، عضو النادي الماسوني «ماغيستروم« منذ عام 1992، والرئيس الحالي لجمهورية جورجيا. وكما هو معروف أن ياكوفليف وشفاردنادزه وبوريس يلتسين، ويفغيني بريماكوف، ومدفيدوف، ويوري أفاناسييف.... كانوا أعضاء في قيادة الحزب الشيوعي السوفييتي، واندريه كوزوروف، وغافريل بوبوف، وغينادي يوربوليس، وأناتولي سوبجال، وييغور غايدار، وغورغي يافلينسكي... هم كوادر متقدمة في الحزب الحاكم، إن جميع هؤلاء وغيرهم كانوا في قيادة الحزب الشيوعي السوفييتي ونفذوا بوعي وإدراك «البيروسترويكا« في خلال الفترة 1985 ـ 1991، ونتائجها معروفة للجميع ولا تحتاج إلى تعليق أو توضيح، وهم وغيرهم اليوم، ومنذ عام 1992 ينفذون وصفة صندوق النقد والبنك الدوليين، أي سياسة «الإصلاح الاقتصادي« وهم أعضاء في محافل ونواد مختلفة للماسونية العالمية. ويؤكد ميخائيل غورباتشوف أن جهد وخدمات هؤلاء (المقصود ياكوفليف وشيفرنادزه) لا يمكن أن يوصف أو يعوض!.
(يتبع)