مليار دولار ثمن تسليم ميلوسيفيتش

فيما هلل العديد من قادة الغرب بسماعهم نبأ تسليم الرئيس اليوغسلافي سلوفودان ميلوسيفيتش إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي قوبلت هذه الخطوة / السابقة بمواقف مغايرة، معظمها من الشرق، كان أقلها الاستغراب وأشدها مظاهرات صاخبة أدانت مبدأ الكيل بمكيالين واختلال ميزان العدالة في عالم القطب الواحد.

مجرمون.. طلقاء

وقد تساءلت عدة مصادر كيف يبقى الرئيس الأمريكي الأسبق ريغان ووزيرا خارجيته ودفاعه طلقاء دون أن تطالهم يد العدالة الدولية المفترضة على ما ارتكبوه من مجازر ضد الأبرياء إبان الغارات الأمريكية على مدينة سرت الليبية عام 1986؟

ولماذا لا يحاكم رئيس وزراء إسرائيل شارون ووزير خارجيته بيريز وهما مدانان بالإبادة الجماعية ضد فلسطينيي صبرا وشاتيلا ولبنانيي قانا ومع ما يجري حالياً من عدوان إسرائيلي بربري على الأراضي الفلسطينية وسكانها والذي أودى بحياة المئات منهم منذ أيلول 2000.

سوق النخاسة الأمريكي

وفيما أكدت أن بيع ميلوسيفيتش، الوطني الذي صمد أمام العدوان الأطلسي، ما هو سوى عملية بيع وشراء في سوق النخاسة مقابل مليار دولار، أضافت بعض المصادر إن تسليم ميلوسيفيتش دليل على الاستهتار بالعدالة في يوغسلافيا، ودليل على انهيار النظام القضائي وتراجع دولة القانون فيها. فقرار تسليم ميلوسوفيتش جاء مناقضاً لقرار المحكمة الدستورية المعارض لمرسوم الحكومة القاضي بتسليم رئيس البلاد السابق إلى محكمة لاهاي بتهمة مجرم حرب.

ميلوسيفيتش ينتصر على قضاته

من جانبه وبعد أن قرر الدفاع عن نفسه بنفسه مستغنياً عن خدمات محامييه أكد ميلوسيفيتش من سجنه في لاهاي أنه كان ضحية صفقة قذرة لقاء دفاعه عن السيادة الوطنية لبلاده في وجه العدوان والتدخل الأطلسي الأمريكي السافر في شؤونها الداخلية.

واستطاع ميلوسيفتش أن يسجل انتصاراً معنوياً كبيراً على قضاته، من خلال وقفة التحدي التي تميز بها خلال فترة المحاكمة ...

و كان ميلوسيفيتش قد تحدث في مقابلة في بلغراد انفردت بها صحيفة «زافترا / الغد« الروسية مؤخراً..نقتطف منها إجابته على سؤال يتعلق برأيه في «العولمة». حيث أجاب:

«العولمة».. استعمار جديد

«العولمة» هي في جوهرها استعمار بشكل جديد، لا تقوم به دول بحد ذاتها، وإنما مجموعة من الشركات ما فوق القومية، ويجري فرض العولمة على العالم من أجل مصلحة هذه المجموعة من الكواسر الذين يتعطشون إلى إعادة تقسيم العالم. وفي هذه العملية ليس هنالك مكان لشعوب أوروبة، الشرقية وخاصة السلافية منها، وكذلك لشعوب أسيا وإفريقيا.

 

لقد تصرفوا بشكل قاس مع يوغسلافيا لأننا قاومناهم وبشكل ناجح. تذكروا التاريخ، لقد انهار النظام الاستعماري بسرعة كبيرة بعدما تحررت أول مستعمرة .. إنهم يريدون عبر رئيس يوغسلافيا أن يظهروا للعالم ما هو مصير كل من يقاومهم، وهم يطالبون بتسليمي لمحكمة لاهاي لأنني أول رئيس لم يحن رأسه وقاد نضال شعبه من أجل الحفاظ على الاستقلال والسيادة الوطنية.