القادة الذين أسقطوا بلادهم
*الحلقة الثالثة
يقول ميخائيل غورباتشوف:
عندما أقدم بوريس يلتسين على تفكيك الاتحاد السوفييتي (بتاريخ 8 ـ 9/ 12 1991عقد في مدينة مينسك، عاصمة جمهورية بيلوروسيا اجتماع ضم الرؤساء الثلاث ووهم بوريس يلتسين رئيس جمهورية روسيا الاتحادية، وكرافجوك رئيس جمهورية أوكرانيا، وشوشكيفيج رئيس البرلمان البيلوروسي، واتخذ الرؤساء الثلاثة قراراً وبمعز ل عن مواطنيهم بإعلان استقلال جمهورياتهم عن الاتحاد السوفييتي، وبنفس اليوم قام يلتسين بإبلاغ الرئيس الأمريكي جورج بوش تلفونياً بمحتوى وقرارات الاجتماع) عبّر بعض الصحفيين «كما يروي غورباتشوف» عن وجهات نظرهم وطرحوا بعض الاحتمالات فيما يخص موقفي من تفكك الاتحاد السوفييتي، فبعد هذا الحادث اعتقدوا أنني سأقوم بالبكاء ولكنني لم أبك، أو سأنتهي ـ المقصود النهاية السياسية ـ مع نهاية الشيوعية سواء في أوروبا أو أسيا ..، أو يظهر ـ المقصود غورباتشوف ـ ممثل أساسي ورئيسي من أجل تحقيق المثل الإنسانية العليا، والوفاق، والسلام في العالم.
يشير غورباتشوف، إن تفكك الاتحاد السوفييتي بهذا الشكل أو ذاك لن يجلب الفائدة للولايات المتحدة الأمريكية (نعتقد أنه كلام غير موضوعي... بدليل أنه بعد عام 1991 طرحت أمريكا ولأول مرة وبشكل واضح فكرة النظام العالمي الجديد، أي النظام العالمي الأمريكي الجديد، وإن جوهر هذا النظام هو تحقيق مبدأ الرئيس الأمريكي ترومان الذي يؤكد «يجب على أمريكا أن تقود العالم» وكانت إحدى أسوأ «ثمار» هذا النظام هو الهجوم العدواني غير المبرر على الشعب العراقي من أجل تحقيق أهداف سياسية واقتصادية لصالح «الديمقراطيات الكبرى» ونتائج هذا العدوان كانت ولا تزال كارثية على شعبنا العراقي. إنها «البدعة» الأمريكية في نهاية القرن الماضي) مبرراً ذلك، أن أمريكا اليوم ليس لديها شريك مكافئ لها ـ المقصود من الناحية العسكرية والاقتصادية بالدرجة الأولى ـ من أجل خلق التوازن على الصعيد العالمي، وكان يمكن أن يكون ذلك الشريك هو الاتحاد السوفييتي الديمقراطي ، ولكي نحافظ على الاتحاد السوفييتي الديمقراطي، كان لا بد من إجراء تغييرات جذرية في مختلف الميادين ومنها على سبيل المثال تغيير اسم الدولة السوفييتية من اسم (اتحاد الجمهوريات السوفياتية الاشتراكية) إلى اسم (اتحاد الجمهوريات المستقلة الحرة) ، «حقاً إن الشكل يعبر عن المضمون في هذا التغيير»، ولكنني لم استطع تحقيق ذلك.
يقول ميخائييل غورباتشوف:
في ظل غياب المساواة في الشراكة، وغياب التكافؤ في الميادين الرئيسية، طبيعياً تظهر لدى الولايات المتحدة الأمريكية رغبة في الاستئثار بدور قيادة العالم، وفي حالة تحقيق ذلك فإن أمريكا لن تأخذ بعين الاعتبار مصالح الآخرين وخاصة الدول الصغيرة، ويعد هذا خطأ وخيماً لأمريكا والعالم أجمع.
يؤكد ميخائيل غورباتشوف:
إن طريق الشعوب من أجل التحرر والانعتاق الحقيقي هو طريق صعب وطويل، لكن في النهاية فإن طريق الشعوب سيكون حتماً مكللاً بالنجاح وشرط هذا النجاح، هو أن يتحرر العالم من الشيوعية..!!
نعتقد أن البرجوازية والمرتدين... من أمثال غورباتشوف وغيره يخشون الرقابة والحساب على سلوكهم غير القانوني واللصوصي من قبل الجماهير، ومما يؤكد ذلك وفي مقالة مجلة «المواطن» العدد الثاني عام 2000 صفحة 49 ـ 52، تبين أن ميخائيل غورباتشوف وفريقه البيروسترويكي وخلال الفترة 1985 ـ 1991، قد باعوا 1555 طناً من الذهب و200 كيلو غرام في السوق الخارجية، وتبقى لروسيا من الاحتياطي الذهبي 250 طناً لغاية 1/1/1992، وكذلك قام غورباتشوف وفريقه ببيع الأحجار الكريمة بمبلغ أكثر من مليار دولار ومن أهم هذه الأحجار الكريمة هي: «الماس» كمادة خام أولية، وبرليانت، وسوب فير، وبنتار، وروبين...، وفي خلال الفترة 1990 ـ 1991 تم تهريب عملة صعبة وأحجار كريمة قدرت بأكثر من 100 مليار دولار إلى الخارج، وخلال 7 شهور من عام 1991 قدم الغرب لصالح «الشؤون العامة» (نعتقد أن الشؤون العامة هي التجسس، شراء الذمم، التخريب السياسي، الأيديولوجي، الاقتصادي...) ـ 60 مليار دولار، (هذا هو ثمن بخس من أجل تفكيك الاتحاد السوفييتي) وهذه «الاستثمارات» الغربية شكلت حصة الأسد في ديون الاتحاد السوفييتي السابق، وتحملت بعد ذلك، روسيا هذه الديون، وتبين المقالة أن الاحتياطي الحكومي لمادة البلاتين «الذهب الأبيض» اختفت منها ما قيمته 250 مليار دولار. إن هذه المبالغ المهربة في زمن غورباتشوف وفريقه، معروفة وبشكل دقيق في أسماء محددة في البنوك الغربية وخاصة الأمريكية لصالح قادة «البيروسترويكا» وعندما بحثت هذه المسألة من قبل الإدعاء العام الروسي وعرفت كل المعلومات وبدقة، وبأمر من بوريس يلتسين تم إغلاق الموضوع!
* يتبع