بيان إلى شيوعيي الاتحاد السوفيتي من سكرتارية الحزب الشيوعي السوفيتي

نشرت «قاسيون» في عددها السابق مادة حول الوضع الناشئ في الحزب الشيوعي السوفييتي (اتحاد الأحزاب الشيوعية)، وفي هذا السياق أصدرت سكرتارية الحزب الشيوعي السوفييتي بياناً جاء في مقدمته: إن عملية التمايز الفكري السياسي في الحركة الشيوعية التي تذهب جذورها إلى زمن خروتشوف والتي وصلت إلى قمتها خلال مرحلة الانقلاب الحكومي في أعوام 1991-1993 مستمرة اليوم. فعلى أراضي الاتحاد السوفيتي ينتهي عملياً تكوين تيارين يساريين أساسيين في الفكر السياسي: التيار الماركسي ـ اللينيني الذي يمثل الجناح اليساري للحركة الثورية، والتيار الاشتراكي الديمقراطي القريب من النماذج الغربية.

إن الأساس التنظيمي للجناح اليساري يشكله اليوم عملياً تلك الأحزاب والحركات التي وقفت في ذروة بيريسترويكية غورباتشوف ضد الانتقال إلى اقتصاد السوق. أما التيار اليميني فيمثله أولئك الذين وافقوا على طروحات غورباتشوف وياكوفلييف، أو الذين كانوا غير مبالين بمصير تطور الدولة السوفيتية.

إن القسم الأنشط من التيار اليساري هو الذي قام بمبادرة لإعادة تنظيم الحزب الشيوعي السوفيتي الذي أعيدت تسميته مؤقتاً تحت اسم (اتحاد الأحزاب الشيوعية)، وقد قاومت قيادة التيار اليميني بكل الوسائل تأسيس اتحاد الأحزاب الشيوعية، وتمركزت قواها على العمل البرلماني، إذ قام قادة التيار اليميني للحزب الشيوعي الروسي والأوكراييني والمولدافي وآخرون برفض تنظيم المقاومة الشعبية الشاملة للأنظمة الجديدة ووقفوا على طريق التوفيق مع السلطات، وأعلنوا صراحة انتهاء احتياطي الثورة في روسيا، وألغوا شعار «يا عمال العالم، اتحدوا»! مما أدى إلى الخيانة المباشرة لمصالح الكادحين.

إن سلوك القادة اليمينيين الانتهازيين في الحركة الشيوعية يخلق لدى الكادحين شعوراً بخيبة الأمل وعدم الثقة بالشيوعية بشكل عام، لأن الجماهير الشعبية في أكثريتها تميل إلى عدم التمييز بين الشيوعيين بشكل عام إذ لا تستطيع أن تميز دائماً بين طيوفهم السياسية.

هؤلاء القادة لم يكفوا للحظة واحدة عن محاولات السيطرة على كل الحركة الشيوعية مستخدمين في ذلك أحط الوسائل.

إن اجتماع 20 كانون الثاني الانقسامي بمبادرة من الحزب الشيوعي الروسي كان نهاية منطقية لهذا التطور السابق. وأنهت السكرتارية البيان بالشكل التالي:

 

إننا على ثقة بأن الشيوعيين السوفييت في مؤتمرهم الـ 32 سيخرجون بنتائج صحيحة حول الوضع الذي تكون مؤخراً وسيؤيدون سلوك قيادة اتحاد الأحزاب في توحيد الشيوعيين على أسس مبدئية تستند إلى الماركسية ــــ اللينينية، والأممية البروليتارية.