قواعد الشيوعي الفرنسي: القطيعة مع القيادة: ممر إجباري
كان ثلاثة من قادة الحزب الشيوعي الفرنسي القدامي: أندريه…، ومكسيم غريمتز وجان كلود دانغلو قد وجهوا نداء إلى جميع الشيوعيين في فرنسا، سواء أكانوا مازالوا منظمين في الحزب أو خارجه لتكوين تيار جديد داخله.
وقد رد أحد الشيوعيين القدامى غي بوستي عضو الحزب منذ 52 عاماً على هذا النداء، قال فيه إنه لا يود أن ينتمي إلى هذا التيار المعلن مجدداً لأن استراتيجيته المعلنة من قبل قادته كان بوسعها أن تكون ذات مصداقية لو أنهم أعلنوا القطيعة التامة مع سياسة القيادة الحالية للحزب الشيوعي الفرنسي وممارساتها لأن القطيعة تمثل اليوم الخطوة التي ينبغي أن تسبق أي تعديل في الخط السياسي، كما أنها تمثل الخطوة التي ينبغي أن تسبق أي تجميع للشيوعيين على أساس واضح وهجومي. وأضاف: إن مصير استراتيجيتكم متوقع منذ الآن، لأنها ستلاقي الإخفاق ذاته الذي حصل في مؤتمر الحزب الأخير... لقد تحدثتم عن احتمال إخفاق القيادة لكنها مازالت متربعة على هرم الحزب. والجهاز الحزبي يمسك الأمور بيد من حديد، إن سياسة القيادة مغلفة بخطاب يساري لكنها تظل كما هي، الحزب الشيوعي الفرنسي غير قابل للإصلاح مع وجود هذه القيادة، وبالتالي فإن محاولة الوصول إلى أية تسوية مع المحرضين على التحول المؤدي إلى تصفية الحزب، تقود إلى خلق الأوهام، هناك عملية خداع للأعضاء ولعالم العمل.
وتحدث صاحب الرسالة عن الأوضاع الداخلية الفرنسية المتردية والتي لا تجد أية مقاومة لها من قيادة الحزب، ولذلك ليس الآن هو وقت الغرق في السياسة المناهضة للإصلاح، أو وقت تجاوز ذلك المسار بمحاولة التخفيف منه عبر الاقتراحات التي لا أمل في وصولها إلى نتيجة، والتي لن تغير في عمق الأشياء. وتساءل: ماالذي سيتغير بالنسبة للعمال والشباب والناس؟ كما أنه انتقد سياسة قيادة الحزب في القضايا الدولية حيث قال:
1. القيادة لم تتخذ أية مبادرة سياسية ومعارضة لهيمنة الولايات المتحدة.
2. لم تبادر القيادة إلى إدانة الجدار المشين الذي تبنيه إسرائيل في الضفة الغربية ربما كيلا يوصم أحد بمعاداة السامية.
3. كما أن مقاومة الشعب العراقي للاحتلال الأنغلو ـ أمريكي لم تلق أية مساندة من الحزب الشيوعي الفرنسي.
4. وكذلك فإن القيادة تؤيد عمليات وكالة المخابرات الأمريكية لزعزعة الأوضاع في كوبا لتبرير الاعتداء عليها.
5. كما أن القيادة كانت غائبة عن لقاء الأحزاب الشيوعية الذي انعقد بأثينا مؤخراً في حزيران الماضي للتضامن مع الشعب الكوبي.
ودعا بوستي في رده على النداء إلى وضع استراتيجية جديدة تستند إلى حركة شعبية قوية مستقلة عن الأحزاب المؤسساتية. وإن الطريق الوحيد لتحقيق النجاحات هو النضال، هو إعادة الثقة لعالم العمل.
إن المسألة الحاسمة الآن هي تلاقي النضالات في المجالات المهنية المختلفة وبين الأجيال جميعها، وأنهى بوستي رده بقوله: إنه لابد من إجراء قطيعة تامة مع القيادة وسياساتها، إنها بالنسبة للثوريين الذين لم يستسلموا، الطريق الوحيدة للنهوض من جديد، والتقدم نحو الاشتراكية.