الشعب العراقي ينهض للنضال ويهتف: لالقوات الاحتلال، لالعملائه

أخذ الشعب العراقي الأبي ينهض من جديد، للنضال ضد الاحتلال الأمريكي وعملائه الذين جاء بهم معه، والذين يود أن يجعل منهم واجهة مزيفة للقبول باحتلاله، وقد برز هذا النهوض في التظاهرات الشعبية الكبرى التي جرت في العاصمة بغداد وفي الناصرية الجنوبية والموصل في الشمال، ومروراً بكربلاء والكوت وغيرها، فضلاً عن الأعمال القتالية ضد قوات الاحتلال في بغداد وأماكن أخرى،وحيث يسقط قتلى أمريكيون.

احتجاجات بغداد..

ففي بغداد، ولليوم الثالث على التوالي، نظم آلاف العراقيين تظاهرات وسط المدينة احتجاجاً على وجود القوات الأمريكية وطالبوا بوضع حد  للفوضى وأعمال النهب والسلب التي تجري تحت سمع قوات الاحتلال وبصرها، بل تواطئها. وهتف المتظاهرون «بالروح بالدم نفديك ياعراق» وذلك أمام فندق فلسطين حيث تقيم قيادة الجيش الأمريكي الغازي.

وفي وقت متأخر من مساء الثلاثاء ـ 15 نيسان ـ تعرضت القوات الأمريكية المتمركزة في الفندق لإطلاق نار، هي الحادثة الثانية في غضون يومين في إشارة واضحة إلى أن الوضع في عاصمة الرشيد لايزال غير مستقر بخلاف التصريحات الأمريكية، كما أن جيوب المقاومة لاتزال قادرة على استهداف قوات الاحتلال في مقرهم الرئيسي.

وقد عمدت قوات المارينز إلى منع ممثلي وسائل الإعلام العربية والعالمية من تغطية تظاهرة بغداد وقامت بنصب الأسلاك الشائكة حول فندق فلسطين، ومبعدة الصحفيين إلى المنطقة الواقعة في الفناء الخلفي لمنعهم من تصوير الاحتجاجات المتواصلة، كما أن الجنود الأمريكيين بدوا في حالة عصبية كبيرة، واقتحموا الفندق وفتشوا غرفه وأمتعة الصحفيين واعتقلوا بعض الأشخاص.

لا للعملاء في الناصرية

أما في مدينة الناصرية الجنوبية فقد تظاهر أكثر من عشرين ألف عراقي وهتفوا لا لأمريكا ولا لعملائها المجتمعين تحت الحراب الأمريكية وأكد المتظاهرون في بيان وزعوه أن الشخصيات المجتمعة لا تمثلهم ولاتعبر عن إرادتهم وعن تطلعاتهم المستقبلية، وأعلنوا رفضهم لكل القرارات والتوصيات التي ستخرج عن المؤتمر.

الموصل ذات الربيعين

وفي مدينة الموصل الشمالية ذات الربيعين، جرت مظاهرة احتجاج كبرى على إقامة القيادة الأمريكية في مبنى المحافظة على الرغم من تحذيرهم من دخولها، فأطلقت القوات الأمريكية النار على المتظاهرين فسقط عشرة قتلى على الأقل وأصيب مايقرب المئة بجروح مختلفة. وأكد شهود عيان أن الجرحى أكدوا أن الجنود الأمريكيين هم الذين بدؤوا بإطلاق النار على الحشود المناهضة لمحافظ المدينة الجديد مشعان الجبوري. وأكد المحافظ ذاته ذلك فيما بعد، وحمَّل الأمريكيين مسؤوليتها.

توضح مطالب الشعب العراقي

وهكذا أخذت تتوضح مطالب الشعب العراقي بعد الغزو بشكل سريع، وتنذر بتصاعد نضاله الذي تركز على النقاط التالية:

■ رفض الاحتلال الأمريكي رفضاً مطلقاً على أرض العراق والمطالبة برحيله ورفع الناس شعار: «لا لأمريكا، لا لصدام».

■ رفض مطلق لأي محاولة أمريكية لفرض إرادة عميلة لها لتكون واجهة له يتستر بها لإدامة احتلاله للبلاد وأن الشعب العراقي هو صاحب الحق الشرعي الوحيد في اختيار ممثليه ليتولوا إدارة أموره.

■ توجيه أصابع الاتهام إلى القوات الأمريكية بأنها أول من ساهم في النهب والسلب والسرقة، وغض النظر عنها و التي طالت حتى الجامعات والمتاحف والمكتبات، كما اتهمت الجماهير المحتجة قوات الاحتلال بأنها لاتقوم بأي جهد لمنع ذلك. ولاتعمل أيضاً على إعادة الحياة الطبيعية إلى المدن العراقية وذلك بتأمين الغذاء والدواء والماء والكهرباء.

المواجهة مع المحتلين ستتصاعد

وهكذا وجد البرابرة الجدد أنفسهم في موقع لايحسدون عليه، وأخذوا يشعرون بأن المقاومة لاحتلالهم ستتزايد قوة وضراوة في قابل الأيام ولن يرضى هذا الشعب بأي احتلال، لأنه رأى بعينيه كيف دمرت القوات الأمريكية والبريطانية مدنه وقراه، وسببت مقتل المئات من أطفاله ونسائه ورجاله، وانكشف  لهم أن شعار «الحرية للعراق» يخفي تحته «الاستعباد للعراق».

وإذا كان الأمريكيون والبريطانيون واهمين بأن العراقيين سيستقبلونهم بالترحاب، فهذا لم يحدث ولن يحدث بل بالعكس جاء الرد الشعبي عليهم بسرعة وأن هذا الشعب لن يقبل إلا بأن يكون وطنه متطهراً من دنس الغزاة الجدد، ولن يقبل بعملائه الذين جاء بهم معه، هؤلاء الذين عاشوا أمداً طويلاً على موائد المخابرات المركزية الأمريكية وآن الأوان لتسديد الحساب لأسيادهم في واشنطن.

■ عادل الملا

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.