نداءمن العلماء الروس: رائحة حرب كبرى تنتشر في الهواء!!
نشرت جريدة روسيا السوفيتية بتاريخ 18/1/2003 نداء موقعاً من 22 شخصية من العلماء والسياسيين والاقتصاديين والأدباء والمؤرخين والعسكريين اليساريين الروس موجهاً إلى شعوب وحكومات العالم أجمع وفيما يلي مقتطفات مطولة من النداء:
تتطور العلاقات الدولية اليوم باتجاهات خطيرة، ويتم تحديد بعض من شعوب ودول العالم على أنها تشكل «محور الشر» وإن هذا المفهوم في القانون الدولي غير موجود، ويجب أن لا يوجد أصلاً، وأن الإقرار بذلك يعني خرقاً لميثاق منظمة الأمم المتحدة، ويعني أيضاً هذا نسفاً لاستراتيجية الاستقرار على الصعيد الدولي سواء فيما يخص بعض مناطق العالم، أوعلى الصعيد الدولي.
مارس ويمارس اليوم ضد شعوب العالم وبلدان مايسمى بمحور الشر حصار سياسي واقتصادي وعمليات حربية، وتتحمل شعوب هذه البلدان الحرمان والعذابات والمآسي في حياتهم المعاشية وغير المعاشية، ويتم اتباع هذا النهج تحت غطاء ما يسمى بالدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية، وإن المسيحيين يتهيؤون لتوريط أنفسهم في صراعات دولية، وإن هذه النزاعات تتصاعد وتهدد اليوم المجتمع الدولي بالخطر، ويجب أن توقف هذه النزاعات.
تحاول بعض الدول (المقصود أمريكا) والتي تنتهج سياسة التوسع بهدف قيادة العالم وتمارس ضغوطاتها على العراق وإيران وكوريا الشمالية وكوبا وغيرها من البلدان، وتتمثل هذه الضغوطات بأشكال مختلفة منها على سبيل المثال الضغوطات العسكرية والمالية والإعلامية... ويتم الإشراف على هذه الممارسات اللاقانونية وعلى الصعيد الدولي من قبل أمريكا، وهي تدعو إلى الحرب وبمقاييس كبيرة، ويشكل هذا النهج تهديداً خطيراً على شعوب العالم، فالصواريخ والقنابل، أُعلن ويعلن عنها على أنها تشكل الاتجاه الرئيسي في معالجة وحل القضايا الدولية، فالجميع يشعرون اليوم بأن رائحة حرب كبرى تنتشر...
إن العلماء الروس على يقين، بأنه حان الوقت الحاسم والفعال للدفاع عن النظام الديمقراطي الدولي والقانون الدولي لدى منظمة الأمم المتحدة، وفقط من خلال الدفاع عن ذلك، يمكن أن نضمن الأمن الحقيقي للشعوب، وليس ضمان الحد الأدنى من الأمن الدولي.
إن أيديولوجية النظام الدولي الشامل يمكن أن تُعمل أو تُصاغ فقط من خلال تعزيز نشاط العلماء ورجالات الثقافة والسياسيين والدبلوماسيين ومن مختلف البلدان بهدف إنشاء قاعدة سليمة للأمن لجميع شعوب العالم، وهذا النشاط سوف يعمل على توطيد وتعزيز الاستقرار الدولي.
إن تعزيز النضال ضد الإرهاب الدولي هو أمر ضروري، ولكن في حالة استخدام أسلوب الحرب كوسيلة لمكافحة الإرهاب الدولي يمكن أن يعطي هذا الأسلوب نتائج معاكسة، ومن أجل اجتثاث وقلع جذور الإرهاب الدولي، يتطلب ذلك عملاً مكثفاً ونشيطاً من أجل مكافحة الأسباب المؤدية لذلك والتي تكمن في الفقر والجوع والبؤس في البلدان النامية.
إن العلماء الروس مستعدون للتعاون الواسع والكبير مع العلماء والأوساط الاجتماعية في كل العالم من أجل خلق حركة جماهيرية للدفاع عن السلام في العالم، ونحن على قناعة كاملة من أن تقويض القانون الدولي سوف يضعف دور منظمة الأمم المتحدة ومكانتها على الصعيد الدولي وسوف يوقع (يورط) العالم ويضعه في موضع الاختلال والفوضى وهذا لا يجوز القبول به أصلاً.
إن العلماء الروس يلفتون نظر كل الناس الخيرين في روسيا وفي أمريكا وأوروبا والصين والهند والبلدان العربية وشعوب بلدان أمريكا اللاتينية وغيرها من بلدان وشعوب العالم، إذ نوجه نداءنا هذا إليكم من أجل الاستجابة للنداء وتجنب الحرب ومن أجل أن نوسع ونطور عملنا ونشاطاتنا بهدف الدفاع عن مصالح شعوب العالم وتجنب الحرب وضمان الاستقرار للشعوب وتجنيب المواطنين الأبرياء الهلاك، و من دون التزام جميع الدول بقواعد القانون الدولي لا يمكن تحقيق أهدافنا.
إن شعارنا اليوم هو «العالم لنا جميعاً، ولايمكن أن يوجد العالم من دوننا»...
يشير تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة ومكتوب بلغة بيروقراطية باردة الأعصاب ويخلو من الانفعال، ولكن عند قراءته فإن الجسم يقشعر من الأرقام المرعبة التي يمكن أن تحدث خلال اندلاع الحرب ضد الشعب العراقي، وعلى ما يبدو فإن الحرب واقعة لا محالة لأنها «ضرورية وحتمية» لأمريكا وحلفائها وتشكل نسبة وقوع الحرب 99%، ولكن عدم وقوعها يمكن أن يكون، ولكن هذا إن تم وحدث فإنه يحدث من خلال مفاجآت قد يقدم عليها النظام العراقي ويتم تجنيب الشعب العراقي ويلات وكوارث حرب جدية وهي تحمل طابعاً عدوانياً وكارثيا ًعلى شعب العراق.
ويشير التقرير في حالة نشوب الحرب فإن عدد القتلى من الشعب العراقي سوف يفوق بعشرات المرات مما حدث في حادث أيلول عام 2001 في أمريكا، وكما يشير الخبراء أن قنابلهم وصواريخهم «الذكية» سوف تصيب 80% من الأهداف المحددة؟! يطرح سؤال أما الـ 15% من هذه الصواريخ والقنابل أين ستقع؟ إذ يشير الخبراء وبسبب «القنابل والصواريخ الذكية» التي أسقطت على الشعب الأفغاني، قتل ما يقارب 4000 شخص، وكما يشير التقرير في حالة وقوع الحرب فإن خسائر الشعب العراقي ستكون الآتي:
1. إن أكثر من نصف مليون عراقي سيحتاجون إلى تقديم علاجات وإسعافات طبية مباشرة وهذا يعني أن أمريكا «راعية حقوق الإنسان والديمقراطية» في العالم قد خططت مسبقا ًووضعت التقديرات الأولية للخسائر البشرية التي سوف تلحق بالشعب العراقي.
2. سوف يبلغ عدد القتلى أكثر من 100 ألف شخص و400 ألف جريح، وسوف يبلغ عدد المهجرين والمشردين بسبب هذه الحرب العدوانية بما يقارب من 3 مليون شخص منهم يمكن أن يغادر العراق إلى البلدان المجاورة.
3. وبسبب حروب الخليج وخاصة حرب الخليج الثانية وبسبب الحصار الاقتصادي، فإن القطاعات الإنتاجية الاقتصادية الرئيسية وخاصة قطاع الزراعة والصناعة قد خربت ودمرت، وبالتالي فإن النظام العراقي قد وافق على شروط الأمم المتحدة الغذاء مقابل النفط، وفي حالة نشوب الحرب فسوف يتم توقف ضخ النفط وسوف ينفذ الاحتياطي لدى الحكومة والشعب من الغذاء والدواء، كما لا يستفيد من أن تطول الحرب لفترة ليست قصيرة وبسبب ذلك وغيره فيشير تقرير الأمم المتحدة إلى حجم الخسائر البشرية بسبب غياب الغذاء والدواء إلى أكثر من 9 ملايين شخص؟! لأن الزراعة والنظام الصحي مخربان في العراق.
4. وبالتالي يمكن إجمال الوضع الكارثي للشعب العراقي بما يلي:
أ ـ 2 مليون عراقي ماتوا بسبب حرب الخليج الأولى والثانية والحصار.
ب ـ 4 إلى 5 ملايين مهجر في الخارج.
ج ـ أكثر من 9 ملايين شخص سيلاقون الموت بسبب غياب الدواء والغذاء في حالة وقوع الحرب.
د ـ 3 ملايين مواطن عراقي سوف يغادرون مساكنهم بسبب «عاصفة الصحراء ـ 2» في حالة نشوبها.
وأخيراً وليس آخراً، سيبلغ عدد النازحين خلال حروب الخليج و «عاصفة الصحراء ـ 2» ـ طبعاً في حالة نشوبها ـ ما بين 7 إلى 8 ملايين عراقي، وسوف يبلغ عدد القتلى والجرحى بسبب الحروب والمجاعة وتفشي الأمراض إلى 11 مليون عراقي.
■ ترجمة وتعليق: د. نجم عبد الحسن