الانتفاضة أسقطت حكومة شارون

هاقد مر على حكومة شارون ـ بن أليعازر قبل سقوطها 660 يوماً استخدمت فيها الطغمة العسكرية ـ الصهيونية أبشع الجرائم العسكرية الموصوفة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في الأراضي المحتلة، من قتل وتدمير واغتيال وحصار واعتقال، وتخريب الزرع والضرع بغطاء سياسي ودعم أمريكي مطلق، وصمت عربي مشين، من جانب النظام العربي الرسمي المتخاذل.

…. ومن هنا تأتي أهمية الصمود الأسطوري لشعب فلسطين وانتفاضته الباسلة ووحدته الوطنية ـ الميدانية، والأساليب القتالية المبتكرة ضد الجيش الصهيوني وقطعان المستوطنين، ليس من أجل «الانتحار» كما يتوهم البعض، بل من أجل تقصير طريق الانتصار وإنهاء الاحتلال، تحت راية الوحدة الوطنية وخيار المقاومة الشاملة والدفاع عن الوطن وحق الاستقلال والعودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

.. وهكذا تحررت إرادة الشعب الفلسطيني من حساب الربح والخسارة، وتعمق العداء الشعبي للتحالف الصهيوني ـ الأمريكي، فلا نزوح، ولا رايات بيضاء بل تحول خيار المقاومة الشاملة ضد الاحتلال إلى فكرة تتغلغل في عمق الشعب الفسطيني، ويمارسها بكل فئاته، وتتبناها الجماهير العربية تيمناً بما فعلته خنساء العرب المعاصرة أم نضال والدة الشهيد محمد علي فرحات، يوم ودعته وحثته على الاستشهاد في سبيل الوطن.

… هكذا كان الرد الفلسطيني على «وعود» المجرم شارون «بذبح» الانتفاضة، ولاسبب لسقوط حكومة شارون واستفحال الأزمة العامة داخل الكيان الصهيوني، إلا استمرار الانتفاضة والصمود الأسطوري لأبناء شعب فلسطين في مخيم جنين ـ غراد ونابلس وطولكرم، والخليل ورفح وغزة وخان يونس وجميع مدن وقرى الضفة والقطاع المحتلين.

.. إن محاولة شارون الآن تجميع أعتى مجرمي الحرب ـ أمثال نتنياهو، موفاز، ليبرمان ـ في حكومة تصريف الأعمال حتى الانتخابات لكسر شوكة المقاومة محكوم عليها بالفشل، ففي نفس اللحظة التي أقر فيها الكنيست تعيين مجرم الحرب شاؤول موفاز وزيراً للحرب نفذت المقاومة الفلسطينية عملية استشهادية في تل أبيب، لتؤكد لقادة الكيان الصهيوني أن لا أمن ولا أمان، ولااستقرار داخل التجمع الاستيطاني ـ الصهيوني إلا بجلاء الاحتلال عن جميع الأراضي العربية المحتلة،والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس…

.. إن سقوط حكومة شارون ليس نهاية المطاف، فالمعركة مازالت مفتوحة على مصراعيها مع التحالف الصهيوني ـ الأمريكي، ولاخيار أقدس من خيار المقاومة الذي أسقط حكومة شارون، والذي سيسقط أهداف العدوان المبيت على شعب العراق واحتمالات العدوان على سورية ولبنان وإيران، والجماهير العربية تدرك أن لافرق بين «عرب المعاهدات وعرب المبادرات»، الذين تخلوا عن خيار المقاومة علانية وتحولوا إلى جلادين لشعوبهم، يتوسلون الحلول من واشنطن لحماية عروشهم من غضب الجماهير، التي لابد أن تستعيد دورها وخياراتها رغم أنف النظام الرسمي العربي ـ المتخاذل.