من سيحاسب المالكي على «بلاغه الكاذب»..؟

منذ سقوط بغداد في 9 نيسان 2003 وانتقال العراق من حكم الاستبداد إلى حكم الغزاة، لم تتوقف يوماً جرائم الاحتلال الموصوفة ضد الشعب العراقي من جنوبه إلى شماله. ولكننا لم نسمع يوماً أن مسؤولاً عراقياً ممن جاؤوا على دبابات الاحتلال الذي نصبهم حكاماً على شعبهم أي احتجاج على تلك الجرائم أو طالب أحدهم بمحاكمة المحتل على جرائمه التي لا تعد ولا تحصى ضد البشر والزرع والضرع.

إذا افترضنا مجازاً أن المالكي وأقرانه في نظام الحكم العراقي الحالي «يدافعون» عن مصالح العراق، كان عليهم تلقف موافقة سورية على إقامة مجلس تعاون استراتيجي بين البلدين لأن من مصلحة سورية الإستراتيجية إنهاء الاحتلال الأمريكي للعراق الذي يهدد سيادة سورية من على حدودها الشرقية. وانطلاقاً من «نظرية» المصالح كان واضحاً أنه ليس من مصلحة الاحتلال الأمريكي في العراق أي تقارب بين الشعبين السوري والعراقي، ومن هنا جاءت تفجيرات «الأربعاء الدامي» كرسالة و«أمر يومي عسكري» للمالكي بوقف التقارب السوري- العراقي المستقل عن إرادة الاحتلال.

وعندما لم يستطع المالكي ومن يواليه في الحكم تحريك الشارع العراقي ضد سورية ولا إقناع الرأي العام العراقي بمسرحية «تدويل القضية»، جرى تعديل في المخطط المعادي لسورية سواء عبر البيان الصادر عن مجلس الرئاسة العراقي، أو عبر «توكيل» الجامعة العربية في تهدئة التوتر بين البلدين. ومن المعلوم أن غالبية النظام الرسمي العربي لا يخرج عن طوع الأوامر الأمريكية الرامية إلى تشديد الحصار على سورية وفك تحالفها مع المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق وبالتالي ضمها موضوعياً إلى دول الاعتلال العربي وصولاً إلى فرض تسوية مذلة مع الكيان الصهيوني يغيب عنها تحرير الأرض، وأقلها إلى حدود الرابع من حزيران 1967.

إن الشعب السوري الذي استقبل بين ظهرانيه ثلاثة ملايين عراقي في السنوات الأولى للاحتلال وأكثر من مليون عراقي ما زالوا حتى الآن في سورية، لا ينكر دعمه لحق الشعب العراقي المشروع في مقاومة الاحتلال الأمريكي، وفي الوقت ذاته لن يقبل شعبنا تلك الاتهامات الموجهة إلى سورية بتفجير الوضع الداخلي العراقي أو هدر دماء الشعب العراقي الشقيق، لأننا نعرف وبعمق أن عدونا المشترك هو الاحتلال الأمريكي والصهيوني في العراق وفلسطين، ومن حقنا ليس فقط إدانة محاولة المالكي و«بلاغه الكاذب» وكل أعوان الاحتلال الأمريكي في محاولتهم الإساءة إلى الروابط التاريخية بين الشعبين العراقي والسوري، بل إسقاط هؤلاء على أيدي الشعب العراقي نفسه والذي سيكون قادراً في الآتي من الأيام على هزيمة الاحتلال الأمريكي وأعوانه.. 

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.