وقاحة ع المكشوف: واشنطن ترفض إغلاق غوانتانامو

رفضت واشنطن مجددا الدعوات الصادرة عن الأمم المتحدة وعدد من العواصم الأوروبية والمطالبة بإغلاق معتقل غوانتانامو، معتبرة أن وجود هذا المعتقل ضروري لمكافحة الإرهاب.

واستبقت إدارة بوش تقريراً للأمم المتحدة يدعو إلى إغلاق المعتقل دون إبطاء ومحاكمة المعتقلين على وجه السرعة أو إطلاق سراحهم، فنددت به قبل صدوره معتبرة أنه يقوم على «أقاويل».

ويوجد حالياً حوالي 500 معتقل في معسكر غوانتانامو في كوبا، معظمهم اعتقلوا في أفغانستان خريف 2001. ويثير المعتقل منذ افتتاحه في كانون الثاني 2002 جدلا متواصلا حول شروط الاعتقال فيه وفترات التوقيف غير المحددة دون توجيه التهمة إلى المشتبه بهم أو محاكمتهم.

وجاء في التقرير الذي وضعه خمسة خبراء مستقلين أن «شروط الاعتقال العامة» في غوانتانامو «توازي معاملة غير إنسانية» للمعتقلين وأن هذه المعاملة تكون في بعض الحالات "أشبه" بالتعذيب.

كذلك دعا أمين عام الأمم المتحدة كوفي أنان إلى إغلاق المعتقل، ما زاد من غضب واشنطن. واعتبر أنان انه «سيتحتم عاجلاً أم آجلاً إغلاق غوانتانامو»، داعياً الحكومة الأمريكية إلى اتخاذ هذا القرار «في أقرب وقت ممكن».

كذلك عبرت عواصم أوروبية عدة عن استيائها من هذه المسألة، وبينها بريطانيا وإيطاليا وهما من أقرب حلفاء واشنطن. ورأى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير مجدداً أن معتقل غوانتانامو يشكل «حالة شاذة يجب تسويتها عاجلاً أم آجلاً»، دون الوصول إلى حد المطالبة بإغلاقه.

وفي روما وصفت وزارة الخارجية الإيطالية بدورها المعتقل بأنه «حالة شاذة» داعية إلى إغلاقه.

كذلك صدرت انتقادات عن ألمانيا، حيث اعتبر كارستن فويت أحد كبار مسؤولي حكومة برلين أنه «من مصلحة الأمريكيين إغلاق غوانتانامو في أقرب وقت ممكن».

وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أعلنت خلال زيارة إلى الولايات المتحدة في كانون الثاني أن معتقلاً مثل غوانتانامو «لا يمكن ولا ينبغي أن يستمر في الوجود على هذا النحو على المدى البعيد».

غير أن جورج بوش رد عليها مؤكداً أن المعتقل سيبقى قائماً طالما أن أمن الشعب الأمريكي يتطلب ذلك، على حد تعبيره.

واعتبرت الإدارة الأمريكية أن التقرير الدولي حول غوانتانامو «ينال من صدقية» الأمم المتحدة ووصفته بأنه «مزيج من مزاعم صادرة عن محامين يعملون لحساب بعض المعتقلين».

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان إن «الأشخاص الموجودين هناك إرهابيون خطيرون».

كما انتقد وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفلد بشدة أنان معتبرا أنه «مخطئ تماماً» بالدعوة إلى إغلاق المعتقل.

 

وقال: «علينا ألا نغلق غوانتانامو. لدينا مئات الإرهابيين، أشخاص مؤذون، أشخاص سيحاولون قتل أمريكيين إذا ما أعيدوا إلى الأرض»، زاعماً أن 15 معتقلاً سابقاً أُطلق سراحهم من غوانتانامو استأنفوا القتال. كما أخذ على أنان وواضعي التقرير أنهم لم يزوروا المعتقل علماً بأنه سبق لمفتشين دوليين أن عدلوا عن زيارة غوانتانامو حين رفضت الولايات المتحدة السماح لهم بلقاء المعتقلين على انفراد.!!