آخر أيام الحج ينتهي بفاجعة

قضى نحو 400 حاج دهساً، وأصيب مئات آخرون في تدافع شديد أدى إلى كارثة يوم الخميس 12/1/2005، عند جسر الجمرات في منى شرقي مكة، وذلك في أسوأ حادث تشهده آخر أيام موسم الحج منذ العام 1990، حيث قتل حينها 1426 شخصاً في ظروف مشابهة.

وكما جرت العادة، حمّل المسؤولون السعوديون في تصريح لوزير الصحة السعودي بعض الحجاج الفوضويين مسؤولية ما جرى، حيث أكد الوزير في ما يشبه البيان «أن المشكلة كانت حجاجاً غير نظاميين..».

ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور بن سلطان التركي قوله إن الحادثة، التي حصلت أثناء متابعة نحو 2,5 مليون شخص رمي الجمرات الثلاث، في اليوم الثالث من عيد الأضحى نجمت عن «سقوط حجم كبير من الأمتعة المنقولة مع الحجاج».

وقال مسؤولون إن التدافع زاد عندما تعثر كثير من الحجاج أثناء محاولتهم التقاط أمتعتهم وسط الحشود الهائلة. وذكر مصدر طبي، في مستشفى منى العام، أن الكثير من الجثث التي وصلت إلى المستشفيات تعود إلى حجاج من بلاد جنوبي شرقي آسيا ومصر والهند وباكستان.

 

إن هذه الحوادث المأساوية التي يتعرض لها الحجاج سنوياً، تضع أكثر من إشارة استفهام حول الإجراءات التنظيمية والإدارية التي من شأنها توفير السلامة للحجاج، والتي يبدو في كل موسم حج أنها مليئة بالثغرات والنواقص والعيوب، وبالتالي أصبح من الضروري أن يتحمل المسؤولون في السعودية المسؤولية الكاملة عن هذه الحوادث المتكررة، وتعويض كل المتضررين وذويهم عن التهاون بتدابير السلامة  المستمر منذ عشرات السنوات.