إلى أين يمضي العالم؟

- سجون سرية: «تنتهك القوات الأمريكية في العراق تفويض الأمم المتحدة لها باحتجازها آلاف الأشخاص خارج السياق القضائي الذي يتطلبه القانون»، هذا ما كشفه جون بيس، المكلف بمسألة حقوق الإنسان في بعثة الأمم المتحدة في العراق، كما ذكر سجوناً سرية «مبعثرة» على كامل الأراضي العراقية، وقدّر عدد المعتقلين في تلك الظروف بين 1600 و2000 شخصاً، في ثمانية مراكز معروفة، أضاف إليها أولئك المعتقلين في العديد من «المراكز غير الرسمية» و14 ألفاً في سجني أبو غريب ومعسكر البقعة الأمريكيين.

- رحلات جوية سرية: «يعتقد أنّ أكثر من 430 رحلة جوية سرية للـ CIA تحمل سجناء متهمين بالإرهاب قد عبرت أجواء ألمانيا، وهنالك في برلين اليوم «قائمة مفصلة»، أما فيما يخص بريطانيا، فيجري الحديث عن 80 عملية هبوط و130 عملية تحليق في الأجواء: «ذكرت ليبرتي، إحدى أهم المؤسسات البريطانية العاملة في مجال حقوق الإنسان، إمكانية أن تكون قد حصلت«جرائم خطيرة على الأرض البريطانية».

- حالات تعذيب: رفضت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس خلال جولتها الأوروبية الإجابة عن أي سؤال حول تلك الرحلات الجوية أو حول وجود مراكز احتجازٍ سرية موجودة في مختلف بلدان أوروبا، يسجن فيها سراً أشخاصٌ يفترض بأنّهم «إرهابيون»، بل ربما يعذبون فيها. وأعلنت قائلةً: «نحن لا نستطيع مناقشة معلوماتٍ قد تعرّض نجاحات أجهزة الأمن وقوى حفظ النظام وعملياتٍ عسكرية للخطر»، ثمّ أوضحت بقولها: «نتمنى أن تشاطرنا أمم أخرى وجهة النظر هذه». وعلى الفور، «أعلنت الحكومة الألمانية أنّها لن تطلب توضيحاتٍ حول رحلات الـ CIA الجوية التي يجري النقاش بشأنها كيلا تضغط على الولايات المتحدة».

- قساةٌ ولا إنسانيون: في التصريح الذي أدلت به كوندوليزا رايس في بروكسل، أكدت من جديدٍ أنّ الولايات المتحدة لا تسمح بالتعذيب. لكنّ مستشار جورج بوش لشؤون الأمن القومي ستيف هادلي ذكّر برفض بوش لتعديلٍ قدّمه السيناتور الجمهوري ماكين، يمنع التعامل «القاسي أو اللاإنساني» مع المشتبه بكونهم إرهابيين. واستشهد هادلي ببوش نفسه: «في الحرب على الإرهاب، سوف نكون عدوانيين ضد الإرهابيين».

- محاكمات: في بغداد تجري «محاكمة» صدام حسين. مهما كان رأي المرء به، ونحن من جانبنا لم نتأخر يوماً عن إعلان مواقفنا، لاسيما حين كان الرئيس العراقي يحارب الشعب العراقي، بناءً على الطلب الملحّ للإدارة الأمريكية ولحسابها، هل كان صدام حسين مخطئاً حين وصف محكمةً ترعاها قوات الاحتلال الأجنبية بأنها غير شرعية؟ هل ينبغي اعتبار قتل محاميين في قلب بغداد منذ بداية المحاكمة أمراً «طبيعياً»؟ هل ينبغي اعتبار محاولة منع المحامين الدوليين الموجودين للدفاع عنه (بمن فيهم وزير العدل الأمريكي الأسبق رامزي كلارك، الذي سُمح له بالكلام أخيراً لمدة دقيقتين!) أمراً «طبيعياً»؟

- سوريا: على حدود سوريا المجاورة، تجمع الولايات المتحدة قواتها، مهددةً صراحةٍ بالتدخل كما فعلت في العراق، دافعةً بلداً جديداً في الشرق الأوسط نحو فوضى لا نهاية لها. لكنّ إدارة بوش لا تأبه بذلك. ومؤخراً أعلن الناطق باسم البيت الأبيض أنّه «في مجال حقوق الإنسان، ليس هنالك نموذجٌ أبهى من الولايات المتحدة». يا للجرأة!!!

- في الولايات المتحدة، كما في العالم أجمع، أليس من الواجب استعادة الديموقراطية؟

 

■ دانيال غلوكشتاين