خضر عواركة خضر عواركة

مخطط إسرائيلي – «خياني» لبناني لإشعال جبهتي الجنوب ومجلس الأمن

المعلومات المتوافرة نقلا عن  بعثات عربية عدة في مجلس الأمن، تقاطعت عند أهمية الحدث التاريخي غير المسبوق، والذي تمثل في عقد جلسة خاصة لأجل الاستماع إلى خطاب كائن مجهري في السياسة الدولية اسمه فؤاد السنيورة، في سابقة لم تحدث منذ تأسيس الأمم المتحدة.

أهمية الخطاب لم ترتكز على مضمونه، بل على نوعية  الرسالة الإسرائيلية  الموجهة لعدة أطراف معنية في المنطقة عبر شكلياته.

في ذلك الأسبوع، سمعت كل البعثات العربية تقريبا من خلال تسريبات مقصودة، عن خطة إسرائيلية، يتولى تنفيذها جون  بولتون في نيويورك  بالتنسيق والتناغم مع الأدوات الإسرائيلية في لبنان، وفق سيناريو أعده اللوبي البحثي الصهيوني في واشنطن، يرتكز على عناصر عدة، تلحظ ضغطا متصاعدا لبنانيا باتجاه سلاح حزب الله والفلسطينيين، مع عمل دبلوماسي، يحول الرغبات الإسرائيلية كالعادة أوامر دولية عليها شعار الأمم المتحدة.

أحد الدبلوماسيين العرب، حاول تقصي تفاصيل هذه المعلومات، خوفا من تورط السنيورة والحريري، المحسوبين على دولته، في مغامرة غير محسوبة النتائج، توقع لبنان في شر أعمال "الصبينة "السياسية  التي يمارسها تيار تطيير المستقبل، وجماعة الخيانة السيادية، فلم يتوصل إلى التفاصيل الكاملة للخطة، والتي عادت وتوضحت له، فور تلقيه أنباء المعركة التي افتعلها جنبلاط مع الموقع الفلسطيني على الحدود السورية.

تقاطع المعلومات مع الأحداث، أكدت جدية الكلام المنسوب إلى بطريرك سيطرة  أميركا على أنطاكية وسائر المشرق، عن الحاجة إلى ضغط غير عنيف من مجلس الأمن، لتنفيذ سحب سلاح الميليشيات (...) ويقصد المقاومة.

وقد لفت نظر المراقبين التهور الإسرائيلي، عبر استهداف مسؤولين لبنانيين في تنظيم الجهاد الفلسطيني. وهم من المعروفين بعلاقتهم العضوية بالعمل المقاوم لحزب الله. وبالتالي، كان الإسرائيليون وحلفاؤهم يعرفون أن التعرض لهما هو كالتعرض لمنزل السيد حسن نصر الله، وهو ما يستلزم ردا مؤكدا من حزب الله،  خاصة في مثل هذه الظروف الموضوعية.  فما هو الهدف الإسرائيلي من هذا التصعيد إذاً؟

التحليل المنطقي الذي يتقاطع مع المعلومات السابقة، يوصل إلى تفاصيل جهنمية. تبدأ بافتعال معركة من قبل ساسة إسرائيل مع حزب الله بأي طريقة كانت. ترتفع على أثرها الأصوات السنيورية الحريرية، المطالبة بكشف حقيقة المتورطين في بدء المعركة ورفع الأمر لمجلس الأمن، والذي سيسارع إلى إصدار قرار دولي جديد، يجبر الحكومة اللبنانية على حماية حدودها، ونشر الجيش لمنع الأعمال العسكرية المهددة للسلم الإقليمي والعالمي، وتفعيل القوات الدولية في الجنوب وتحويلها بعد تطعيمها بقوات جديدة إلى قوات فرض سلام، مع الحق باستعمال القوة!!.

هذا السيناريو المفترض، تؤكده ردة الفعل الغريبة للسنيورة وطاقمه الفائق الغباء، وتثبت موقفهم المتورط في سيناريوهات الخيانة والعمالة. حيث  سارع وبكل وقاحة، إلى الطلب من القوات الدولية والقوى الأمنية اللبنانية، التحقيق في ملابسات إطلاق صواريخ على إسرائيل من جنوب لبنان، بدلاً عن رفع شكوى ضد إسرائيل لاغتيالها مواطنين لبنانيين على بعد أربعين كلم من الحدود الدولية.

تحقيق يفترض المسؤولية اللبنانية مسبقا عن الأحداث، وكأن لا غارات حدثت، ولا قرى قصفت، ولا طرقات قطعت، ولا جرحى من المدنيين اللبنانيين سقطوا وبينهم الطفلة نور أحمد الأشقر في مرجعيون، والتي أصيب بيتها بصاروخ جوي مباشر.

السنيورة لم ير في كل ما جرى إلا تهديدا لأمن إسرائيل يستأهل تحقيقا دوليا لبنانيا، فهل في بيروت حتى الآن من يفتح ناعقه للدفاع عن عروبة تيار الحريري المرتبط بإسرائيل مباشرة؟