لا للتوظيف السياسي لتفجيرات عمان

التفجيرات في فنادق عمان التي أصابت عشرات الأبرياء من العرب والمسلمين والسياح الأجانب غير المعتدين، كتفجيرات شرم الشيخ من قبلها، والتفجيرات ضد المدنيين والحسينيات الشيعية في العراق، تصب تماماً في مصلحة العدو الأمريكي- الصهيوني وأذنابه بغض النظر عن النوايا وأي تبرير لا يضع مصلحة الأمة منطلقاً له. 

ولكن لكي لا نرتكب، نحن مديني التفجيرات، خطأً سياسياً من نوع أخر، علينا أن نحذر من الانجرار خلف حملة التوظيف السياسي لتفجيرات فنادق عمان.  فلا بد من وجود طريق ثالث ما بين الجهل السياسي والحمق، من جهة، وما بين التعاون الرسمي العربي مع الطرف الأمريكي - الصهيوني، من جهة أخرى. 

فبعد رفع أسعار المحروقات والسلع الاستهلاكية في الأردن، بلغت شعبية النظام أدنى مستوياتها، حتى بين قواعده التقليدية، والآن توظف التفجيرات لتحقيق التفاف شعبي غير مسبوق حول النظام وسياساته حتى خارج قواعده التقليدية.   

وتوظف التفجيرات رسمياً لخلط الأوراق وإزالة الخط الفاصل ما بين المقاومة والإرهاب، ولإدانة المقاومة في العراق وفلسطين بذريعة الإرهاب، كما جاء في تصريح الوزير مروان المعشر بإدانة «قتل المدنيين» في العراق وفلسطين، على خلفية تفجيرات عمان، مع أن «المدنيين» المستهدفين في فلسطين محتلون وغاصبون. إذن ثمة عملية تبرير للسياسات الرسمية بالتعاون مع الاحتلال في العراق وفلسطين بأثر رجعي هنا. 

ولتنتبه قوى المعارضة الأردنية، فهناك حديث في الأوساط الرسمية عن ضرورة سن قوانين تقيد الحريات السياسية والإعلامية أكثر بذريعة مكافحة الإرهاب. فليس من الحكمة الانجرار خلف إدانة الرمضاء لتحرقنا النار. وهنالك حديث رسمي عن قمع حرية التعبير إذا كانت تصب في «تبرير الإرهاب»... 

لا بد من التعامل مع هذا الرأي بكل تفاصيله، لأن ذلك فقط يصل لجذر المشكلة، ونعرف جيداً من تجربة المنطقة عبثية فرض الحلول الأمنية للعقد السياسية، خاصةً في الخلافات الداخلية. 

وكمواطن عربي بسيط، أود التأكيد على دعم المقاومة بكافة أشكالها، وعلى رأسها العمليات الاستشهادية، ولكن ضد الطرف الأمريكي- الصهيوني وأعوانه فحسب.

 

 ■ د. إبراهيم علوش بتصرف